بِهندٍ كِدْتَ عِشْقاً أنْ تذوبا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
بِهندٍ كِدْتَ عِشْقاً أنْ تذوبا | أتحسب كل كاسية عروبا |
مقنعة بدت فطمعت فيها | ولم تعلم أصاباً أم حليبا |
أما لو غازلتك عيون سلمى | لما إلاَّ لها كنت المجيبا |
مهاة دونها الآمال حسرى | وبالألباب لم تبرح لعوبا |
فداً لغزالة ٍ تَرْعَى ثمار القلوب | غزالة ترعى العشوبا |
عن الرامين في حرم ولكن | حلال أن تصيد هي القلوبا |
إذا جرحت بمقلتها محباً | عدمنا غير جارحه الطبيبا |
وها هي لو تشاء شفت وأحيت | قتيل الحب والدنف العضوبا |
بروحي من بحاجبها أشارت | مسلمة ولم تخش الرقيبا |
ولما ودعت رفعت إلى ما | يلي سيناتها كفَّاً خضيبا |
لحا الله الفراق ولا نعمّا | فكم بجوانحي شب اللهيبا |
وكيف يطاق هذا البين عمن | بلين القدّ أخجلت القضيبا |
مهذبة النجار فما هرقل | لها بأب ولا كسرى نسيبا |
نعم عربية كالشمس كلتاهما | بالطبع تهوى أن تجوبا |
فما رضيت آكام الشام داراً | ولا ناق العراق لها ركوبا |
وقد سحبت ذيول العز حيث | الندى والمجدان طلبا أصيبا |
بخير جزائر الصين التي لم | تجد في الأرض قط لها ضريبا |
مدينة سنقفورا حين تبدو | معالمها ترى السوح الرحيبا |
إذا مر النسيم على رباها | يسلى فوجهُ القلب الكئيبا |
فحياها الحيا الوسميّ حتى | يغادر سفحها أبداً خصيباً |
ولا برحت لساكنها نعيماً | يزور بها متى شاء الحبيبا |
قصورٌ لا يلم بها قصورٌ | ودور بالبدور نفحن طيبا |
غوان في مغان من جنان | يقوم بدوحها القُمْرِي خطيبا |
تشاهد في الرياض بها قطوفا | تنوء بحملها غصناً رطيبا |
ولم تسمع إذا ما طفت إلاّ | حماماً ساجعاً أو عندليبا |
وبالعرب الكرام الساكنيها | من المجد اكتسب برداً قشيبا |
إذا عاينتهم لم تلق إلاَّ | شقيقاً للمعالي أو ربيبا |
وإن يممت يمّ نوالهم أو | نزلت بهم تجد فتحاً قريبا |
ومهما ضقت ذرعاً فاقصد السيد | السقاف والسند المهيبا |
جمال الدين مهما ناب خطبٌ | ولذت به تر العجب العجيبا |
عظيماً إن دعى بعظيم أمر | يكسر كعبه أو يستجيبا |
تدرع بالعلى والعزّ إرثاّ | وكان بنفسه لهما كسوبا |
ومن كابني شجاع الدين جوداً | وحلماً أو كمثلهما أديبا |
إذا زرت الجنيد وجدت حِبرا | أبي النفس أوّاهاً منيبا |
قرين النصر في الجلا وكم قد | ثنى بذكائه العود الصليبا |
وان تقصد أبا بكر فبحراً | يعمّ نداه خصباً أو جديبا |
كريم النفس والأخلاق طبعاً | وليس نواله بأذى ّ مشوبا |
هما فرسا الرهان هما رضيعا | لبان المجد فادعهما يجيبا |
وذانك نيرا فلك المعالي | نعم جلا مقاماً أن يغيبا |
ويمّم عابد الرحمن واشهد | على التلعات ما طره الصبيبا |
بنى كأبيه أحمد برج عزّ | نجيب لم يلد إلا نجيبا |
مكين في العلوم وفي المعاني | فلم ير ناطقاً إلاَّ مصيبا |
وأضحى في الجزيرة مرتضاها | وللعرب الكرام بها نقيبا |
يقول الحق إبراماً ونقضاً | كفى بإلهنا وبه حسيبا |
وسر نحو السري تجده ثغرا | لوجه محاسن الدنيا شنيبا |
فكم لمحمد حمدت سجايا | ولست ترى له خلقاً معيبا |
فتى لم يسع وايم الله إلاَّ | إلى شرف يسر به القريبا |
قصارى همّه أخذ بأيدي | كرام النفس أو يؤوي غريبا |
ينزّه نفسه الغرّاء عن أن | يجر لها وحاشاه العيوبا |
أولئك زينة الأيام والفتية الأعلام والأزكى شعوبا | |
كرام المنتمى الغزّ الأولى لم | تجد بأصولهم أصلاً أشيبا |
بني الزهراء والكرّار أعني | أبا الحسنين والأسد الغضوبا |
ملوك في النهار وفي الدجا عن | مضاجعهم يجافون الجنوبا |
وجوه بالمكارم مسفرات | سمت عن أن ترى فيها شحوبا |
أولئك الغر بهجة سنقفورا | وحليتها فطوبى ثمّ طوبى |
وكم ندب بها أن رام أمراً | بغير الفتح يأبى أن يؤوبا |
من العرب الأولى طابوا فكل | من الفخر استحق بها نصيبا |
طباعهم دعتهم للمعالي | فسل من علم الليث الوثوبا |
إذا عض الزمان لهم نزيلاً | من الدهر استقادوا أو يتوبا |
وعاذلة عن الإطراء فيهم | سخرت بها وقلت كسبت حوبا |
فلم أكُ إن نظمت الدر بدعا | ولست إذا مدحتهم كذوبا |
ذريني من سلاف الحمد أهدي | لأسماع الورى كوباً فكوبا |
وانظم من مناقبهم ثناء | يعطر نشره الأرجاء طيبا |
فلي ولهم ولي معهم إخاءٌ | وكاس هوى شربناها ضريبا |
ولي بشهادة الرحمن فيهم | ذمام يغلب الدهر الغلوبا |
وهم والله لي وَزَرٌ وركنٌ | أمزق إن دعوتهم الخطوبا |
كما أن النبي الطهر ذخري | ليوم يجعل الولدان شيبا |
عليه وآله والصحب أزكى | صلاة ما الرياح جرت جنوبا |