أبدى السلو خديعة للائم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبدى السلو خديعة للائم | وحنى الضلوع على فؤاد هائم |
ورأى الرقيب يحل ترجمة الهوى | فاستقبل الواشي بثغر باسم |
ومضى يناضل دونه كتمانه | ما الحب إلا للمحب الكاتم |
من فاض ختم لسانه عن سره | ختمت أنامله ثنية نادم |
ومهفهف لعب الصبا بقوامه | لعب النعامى بالقضيب الناعم |
حرم الوصايا وأرهفت أجفانه | فأتاك ينظر صارما من صارم |
ولكم جرى طرفي يعاتب طرفه | لو يسمع الساجي حديث الساجم |
إني لأرحم ناظريه من الضنا | لو أن مرحوما يرق لراحم |
لله موقفنا وقد ضرب الدجى | سترا علينا من جفون النائم |
وفمي يقبل خاتما في كفه | قبلا تغالط عن فم كالخاتم |
كيف السبيل إلى مراشف ثغره | عين الرقيب قذاة عين الحائم |
نلحى الوشاة وإن بين جفوننا | لمدامعا تسعى لها بنمائم |
يا أيها المغرى بأخبار الهوى | لا تخدعن عن الخبير العلم |
اسأل فديتك بالصبابة لمتي | واسأل بنور الدين صدر الصارم |
ومعطفات ترتمي بأجنحة | ومثقفات تهتدي بلهاذم |
ومسومات لست تدري في الوغى بقوائم يدركن أم بقوادم | |
كل ابن سابقة إذا ابتدر المدى | فلغير غرته يمين اللاطم |
يرمي بفارسه أمام طريده | حتى يرى االمهزوم خلف الهازم |
ينمى إلى الملك إذا قسم الندى | والبأس كان المكتنى بالقاسم |
متسربل بالحزم ساعة تلتقي | حلق البطان على جواد الحازم |
ما بين منقطع الرقاب وسيفه | إلا اتصال يمينه بالقائم |
سام الشآم ويالها من صفقة | لولاه ما أعيت على يد سائم |
ولشمرت عنها الثغور وأصبحت | فيها العواصم وهي غير عواصم |
تلك التي جمحت على من راضها | ودعوت فانقادت بغير شكائم |
وإذا سعادتك احتبت في دولة | قام الزمان لها مقام الخادم |
يا ابن الملوك وحسب أنصار الهدى | ما عند رأيك من ظبا وعزائم |
قوم إذا انتضت السيوف أكفهم | قلت الصواعق في متون غمائم |
من كل منصور البيان بعجة | وهل الأسود الغلب غير الأعاجم |
أو مفصح يقري الصوارم في الوغى | أسخى هناك بنفسه من حاتم |
حصن بلادك هيبة لا رهبة | فالدرع من عدد الشجاع الحازم |
وارم الاعادجي بالعوادي وإنها | كفلت بفل قديمها والقادم |
أهلا بما حملت إليك جيادهم | ما في ظهور الخيل غير غائم |
واسأل فوارس حاكموك إلى القنا | في الحرب كيف رأوا لسان الحاكم |
تلك العوامل أي فعال العدى | ما سكنت حركتها بجوازم |
هيهات يطمع في محلك طامع | طال البناء على يمين الهادم |
كلفت همتك العلو فحلقت | فكأنما هي دعوة في ظالم |
قطنت بأوطان النجوم فكم لها | من مارد قذفت إليه براجم |
أنشأت في حلب غمامة رأفة | أمددت ديمتها بنوء دائم |
ألحقت أهل الفقر فيها بالغنى | أمن المؤمل ثروة للعادم |
وأظن أن الناس لما لم يروا | عدلا كعدلك أرجفوا بالقائم |
فتهن أوصاف العلى منظومة | فالدر أنفسه بكف الناظم |
جاءتك في حلل النباهة حاسرا | تختال بين فضائل ومكارم |
عربية أنسابها لو أنها | لحقت أمية لانتمت في دارم |
وتمل غرة كل فطر بعده | متسربلا أسنى ثواب الصائم |
لا زال وجهك في عقود سعوده | بدر التمام مقلدا بتمائم |