هو السيف لا يغنيك إلا جلاده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هو السيف لا يغنيك إلا جلاده | وهل طوق الأملاك إلا نجاده |
وعن ثغر هذا النصر فلتأخذ الظبى | سناها وإن فات العيون اتقاده |
سمت قبة الإسلام فخرا بطوله | ولم يك يسمو الدين لولا عماده |
وذاد قسيم الدولة ابن قسيمها | عن الله ما لا يستطاع ذياده |
ليهن بني الإيمان أمن ترفعت | رواسيه عزا واطمأن مهاده |
وفتح حديث في السماع حديثه | شهي إلى يوم المعاد معاده |
أراح قلوبا طرن من وكناتها | عليها فوافى كل صدر فؤاده |
لقد كان في فتح الرهاء دلاله | على غير ما عند العلوج اعتقاده |
يرجون ميلاد ابن مريم نصرة | ولم يغن عند القوم عنه ولاده |
مدينة إفك منذ خمسين حجة | يفل حديد الهند عنها حداده |
تفوت مدى الأبصار حتى لو أنها | ترقت إليه خان طرفا سواده |
وجامحة عز الملوك قيادها | إلى أن ثناها من يعز قياده |
فأوسعها حر القراع مؤيد | بصير بتمرين الألد لداده |
كأن سنا لمع الأسنة حوله | شرار ولكن في يديه زناده |
فأضرمها نارين حربا وخدعة | فما راع إلا سورها وانهداده |
فصدت صدود البكر عند افتضاضها | وهيهات كان السيف حتما سفاده |
فيا ظفرا عم البلاد صلاحه | بمن كان قد عم البلاد فساده |
غداة كأن الهام في كل قونس | كمائم نبت بالسيوف حصاده |
فلا مطلق إلا وشد وثاقه | ولا موثق إلا وحل صفاده |
ولا منبر إلا ترنح عوده | ولا مصحف إلا أنار مداده |
فإن يثكل الإبرانز فيها حياته | وإلا فقل للنجم كيف سهاده |
وباتت سرايا القمص تقمص دونها | كما تتنزى عن حريق حراده |
إلى أين يا أسرى الضلالة بعدها | لقد ذل غاويكم وعز رشاده |
رويدكم لا مانع من مظفر | يعاند أسباب القضاء عناده |
مصيب سهام الرأي لو أن عزمه | رمى سد ذي القرنين أصمى سداده |
وقل لملوك الكفر تسلم بعدها | ممالكها إن البلاد بلاده |
كذا عن طريق الصبح أيتها الدجى | فيا طالما غال الظلام امتداده |
فلو درج الأفلاك عنه تحصنت | لأمست صعادا فوقهن صعاده |
ومن كان أملاك السموات جنده | فأية أرض لم ترضها جياده |
ولله عزم ماء سيحان ورده | وروضة قسطنطسنية مستراده |