أرشيف المقالات

مع القرآن(من الأحقاف إلى الناس) - فتول عنهم يوم يدع الداعي إلى شيء نكر

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} :
استكبروا وأعرضوا وتمادوا ولم تعد تجدي  معهم دعوة ولا حيلة, فأعرض أنت وأتباعك يا محمد عن امثال هؤلاء. فقد أعذرت إلى الله ,إذا ما بلغت وأديت الأمانة وصبرت وفعلت ما عليك . واعلم أن هؤلاء علاجهم وإفاقتهم ستكون بعد انتهاء الآجال , وما أصعب المواقف يوم ينفخ إسرافيل عليه السلام نفخة الفزع , يوم تتبين الأهوال الجسام التي يشيب لها الولدان, إذ يخرج الجميع من القبور فزعين لموقف يوم القيامة, خشعاً أبصارهم من هول الموقف , والكل خاضع ذليل , الكل مهطع مسرع لتلبية نداء الجبار جل جلاله , يومها يعترف الكافرون والمجرمون أنه يوم عسير , يومها يسيطر على هؤلاء الندم ولات حين مندم.قال تعالى : { {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} } [القمر  6-8]قال السعدي في تفسيره :يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: قد بان أن المكذبين لا حيلة في هداهم، فلم يبق إلا الإعراض عنهم والتولي عنهم، فقال: { {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} } وانتظر بهم يوما عظيما وهولا جسيما، وذلك حين { {يدعو الداع } } إسرافيل عليه السلام { { إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ } } أي: إلى أمر فظيع تنكره الخليقة، فلم تر منظرا أفظع ولا أوجع منه، فينفخ إسرافيل نفخة، يخرج بها الأموات من قبورهم لموقف القيامة{ {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} } أي: من الهول والفزع الذي وصل إلى قلوبهم، فخضعت وذلت، وخشعت لذلك أبصارهم.{ {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ } } وهي القبور، { {كَأَنَّهُمْ} } من كثرتهم، وروجان بعضهم ببعض { {جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } } أي: مبثوث في الأرض، متكاثر جدا، { مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ } أي: مسرعين لإجابة النداء الداعي  وهذا يدل على أن الداعي يدعوهم ويأمرهم بالحضور لموقف القيامة، فيلبون دعوته، ويسرعون إلى إجابته، { {يَقُولُ الْكَافِرُونَ} } الذين قد حضر عذابهم: { {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } } كما قال تعالى { { على الكافرين غير يسير} } مفهوم ذلك أنه يسير سهل على المؤمنين. #أبو_الهيثم#مع_القرآن


شارك الخبر

المرئيات-١