أما وخيال زار ممن أحبه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أما وخيال زار ممن أحبه | لقد هاج من ذكراه مالا أغبه |
إذا ما صبا المحب إلى الصبا | ذكرت نسيما بالثغور مهبه |
فيا نفحات الشام وفقا بمهجة | يحامي عليها مدنف القلب صبه |
فلا تسألن الصب أين فؤاده | فإن فؤاد المرء مع من يحبه |
وفي شعب الأكوار من هو عالم | غداة استطار البرق من طار لبه |
يشيم ثغور الفرن تهمي كأنها | سنا بشر نور الدين تنهل سحبه |
إذا ما سما في مبهم الخطب وجهه | تمزق عن بدر الدجنة حجبه |
تولد بين الغيث والليث والتقى | منافسه أي الثلاثة تربه |
يعد مضاء في الظبى لا وضربه | بها قلل الأعداء ما السيف ضربه |
مكين الحجا أرضى الزمان بنفسه | إلى الآن حتى لان وانقاد صعبه |
حمى قبة الإسلام بالخيل فاغتدت | وأوتادها جرد الطعان وقبة |
فكم هبوة أوقعن بالكفر تحتها | فما انقشعت إلا وللذل جنبه |
كيوم الرها الورهاء والهام يانع | ملي برعي الهندواني خصبه |
وشهباء هاجتها وغى صرخديه | ثناها وليل الحرب تنقض شهبه |
وعارم يوما بالعريمة فاغتدت | كوادي ثمود إذ رغا فيه سبقه |
وعاصى على العاصي بأرعن خاطب | دم الإفك حتى أنكح النصل خطبه |
بإنب لما أكسب المال وانثنى | بصاحب أنطاكية وهو كسبه |
غداة هوى شطرين للسيف رأسه | وللرمح حتى توج الرأس قلبه |
على حين للخطى فيه عوامل | يعاقبه خفض الحسام ونصبه |
وقائع محمودية النصر لم تزل | غريبا بها عن موطن السيف غربه |
يقوم مقام الجيش فيها وعيده | ويفعل أفعال الكتائب كتبه |
وحين انتضته عزمه من قرابه | مضى وهو نصل والممالك قربه |
إلى أن دعته ربها كل بلدة | فليس من الأمصار ما لا يربه |
ولما نزا بالقمص عجب هوى به | على أم رأس البغي والغدر عجبه |
فأصبح في الحجلين ينكر خطوه | بعيد على الرجلين في السعي قربه |
تعاقبه البشرى بأخذ حصونه | فيا عانيا ضرب البشائر ضربه |
تناجي عزاز باسمه تل باشر | فيلعنه لعن الصريخ وسبه |
فإن يكن المقهور من ثل عرشه | فهذا عمود الكفر قد طاح طنبه |
فقل لملوك الخافقين نصيحة | كذا عن طريق الليث يزأر غلبه |
وخلوا عن الآفاق فالشرق شرقه | بحكم الردينيات والغرب غربه |
ولا يعتصم بالدرب طاغ على القنا | فإن القنا في ثغرة النحر دربه |
رحيب فضاء الحلم عن ذات قدرة | إذا ضاق من صدر المملك رحبه |
عفو عن الجاني يكاد الذي جنى | يكر به شوقا إلى العفو ذنبه |
أمتخذ الإخلاص لله جنة | ومن يعتصم بالله فالله حسبه |
أبوك استرد الشام بالسيف عنوة | وللروم بأس طالما غال خطبه |
إذا ذب عن أضغاث دنياه مالك | فأنت الذي عن حوزة الدين ذبه |
رأيت اتباع الحق خيرا مغبة | فأخرجت عن رأي يسرك غبه |
وأوضحت ما بين الفريقين سنة | بها عرف المربوب من هو ربه |
وبينت ما قد كان من كان يبتغي | دليلا بأن الله من أنت حزبه |
عجبت لمنان عليه بأنه | محب وهل في الناس إلا محبه |