عن خاطري نبأ الخيال الخاطر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عن خاطري نبأ الخيال الخاطر | فاعجب لزورة واصل عن هاجر |
لم يعد أن جعل الرقاد وسيلة | فأتى الجوانح من سواد الناظر |
خاف العيون فزار في جنن الكرى | أهلا وسهلا بالحبيب الزائر |
حتى إذا طلبته عيني فاتها | والطيف ألطف من شعاع الباصر |
قل للرقيب دهاه برق تبسمي | فرأى سروري دون كشف سرائري |
هذي ودائع من أحب مصونة | دون الترائب تحت ختم محاجري |
يئس العذول فكف من غلوائه | حتى شككت أعاذ لي أم عاذري |
ملك الغرام علي فضل تماسكي | فانقدت منه لطوع ناه آمر |
فإذا سطوت سطوت غير المعتدي | وإذا عفوت عفوت غير القاهر |
ولقد علمت على تباريح الجوى | أن السلو خراب قلب عامر |
وإذا استقل عن الفؤاد قطينه | لم يبق فيه سوى محل داثر |
غار الفريق فغار صبري بعده | هيهات أطلب منجدا من غائر |
كالدمع دل على الهوى حتى إذا | حم الفراق منيت منه بحائر |
لاموا على فرط البكاء وفقده | فدهيت من قبل الوفي الغادر |
وهب المدامع أخرست أفما رأوا | سهرا يصيح على جفون الساهر |
ما زلت أرقب كل نجم طالع | حتى نظرت إلى البهي الزاهر |
فرأيت نجم الدين في أفق العلى | أبقى على وضح الصباح النائر |
قمرا تحاماه الأفول وإن علا | حدا على فلك الكمال الدائر |
يقضي فيعدل في القضاء وإن يمل | ميل السماح رأيت غبن الجائر |
حذفت أسانيد الرواة لمجده | حملا على متن الحديث السائر |
فصوادق الآحاد من أخباره | نسخت وجوب العلم بالمتواتر |
أقضى القضاة إذا تغلغل فكره | في شبهة والحكم حكم الظاهر |
ما زال يوضح أمر كل خفية | حتى قضى بين القنا المتشاجر |
قف يا منافسه وراءك صاغرا | فله التقدم كابرا عن كابر |
من معشر نالوا العلى فتوزعوا | رتب الجلال على محيط دوائر |
قوم إذا صدر الورى عن نسبة | ضربوا بقربى في العلى وأواصر |
لا يطلعون صفاتهم وذواتهم | إلا بدور أهلة ومنابر |
لبوا صريخ الحادثات بعزمة | بعثت على الأيام ثورة ثائر |
وتخلصوا أسرى الزمان بأسرهم | من بين أنياب له وأظافر |
حملوا الخصوص على العموم فلو فلوا | ملويه ما عثروا بجد عاثر |
وسمى لمرتاد الكلام ثناؤهم | من غاية قطعت نياط الشاعر |
ولذاك إن أغربت في أوصافهم | أعربت منك عن البديع الناضر |
يا أيها النجم الذي حركاته | مترددات في بروج خواطري |
أنت الذي إما سما كشف العمى | وإذا ارجحن أتى بنوء ماطر |
ولأنت من بسط الكمال يمينه | فاقسم لنفسك قسمة المستأثر |
لبست بك الخلع التي ألبستها | خلعا من الشرف البهي الباهر |
جاءتك مالكة القلوب كأنها | في ناظري زمن الشباب الناضر |
حاكت بواكير الخريف وإنما | حاكت به حلل الربيع الباكر |
فتمل منها غرة زهرية | طارت بشائرها بأيمن طائر |
سعدا لواجفة الفؤاد فإنها | نقلتك منه إلى محل الناظر |
ولضمر سبقت إلى غاياتها | والسبق من شيم الجواد الضامر |
من كل فاتنة إذا ما أنشدت | ألقت على الأسماع مسحة ساحر |
نظمت مآثركم وسير مجدها | شعري فعدت من أجل مآثري |
فاتت لواحقها الجياد وأطفأت | في نقعها غرر الكلام الغائر |
فتهن نهب الناهبات مظفرا | من كل من طلب العلاء بظافر |