نداك حبيب لا يشط مزاره
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نداك حبيب لا يشط مزاره | وإن غنيت بين الكواكب داره |
وأكرم به إلفا دعا الحمد راغبا | فلباه مخلوعا إليه عذاره |
أبان سبيل النجح ساطع نوره | ولاحت لعلياء النواظر ناره |
فصبح الذي يغدو إليك بشيره | وليل الذي يسري إليك نهاره |
وأي رجاء حاد منك طريقه | وأي ثناء قر عنك قراره |
ولا أمل إلا إليك مآله | ولا سودد إلا عليك مداره |
ولو أن قلبا شاقه المجد والعلا | فطار إليها ما عداك مطاره |
ولو نثر البحر المسخر دره | لما كان إلا في ذراك انتثاره |
ولو كان من زهر الكواكب زائر | إلى ملك ما حاد عنك مزاره |
لأمك مشدودا إليك زمامه | ووافاك مرفوعا إليك عماره |
ولو كان للدهر المؤبد مفخر | لكان بما أبدعت فيه افتخاره |
ولم يعدم الشادي بذكرك زهرة | يطول بها إعجابه وازدهاره |
لبوس ثناء من مساعيك بينه | ومن غرر الأشعار فيك شعاره |
تهل به الدنيا إلى الملك الذي | زكا وتعالى جذمه ونجاره |
مليك تردى من تجيب سكينة | وحلما يفي بالراسيات وقاره |
ودوح تعالت في السماء فروعه | ولكن دنت للمجتنين ثماره |
بمطعم سلم لا يمل مساغه | ومطعم حرب لا يساغ مراره |
إذا نشأت بالبارقات سحابه | وجاشت بجيش الدارعين بحاره |
وقد أضرم الآفاق من حر بأسه | لظى لهب زرق الوشيج شراره |
وغرة شمس المجد تسمو كأنما | تراءى له في غرة الشمس ناره |
وكم وصلته بالكواكب همة | تجلي إلى الآفاق أين مغاره |
وليث ليوث يصعق الأرض زأرها | ويقدمها في حومة الموت زاره |
وشمس وفي كسف العجاج كسوفها | وبدر وفي خفق البنود سراره |
وأكرم به أن يعرف النكث عقده | أو الخلف راجيه أو الضيم جاره |
ومن طرقت خيل الخطوب حريمه | فأول دعواه إليه انتصاره |
فتى جعل الجرد الجياد قداحه | ففاز بأقمار المعالي قماره |
ضمان عليه أن يذل عدوه | وحق إليه أن يعز جواره |
ومالي لا أختار قربك باديا | وأنت من الدهر الخيار خياره |
ومن ذا لداع لا يجاب دعاؤه | سواك وعان لا يفك إساره |
ومهوى غريق لا يرجى غياثه | وعاثر جد لا يقال عثاره |
ألا عز من أبدى إليك خضوعه | وحاز غناه من إليك افتقاره |