سر سار صنع الله حيث تسير
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سر سار صنع الله حيث تسير | قدما وساعد عزمك المقدور |
ووصلت موصولا ببغيتك المنى | وميسرا لمرادك التيسير |
وأعاد عادات جرت لك بالمنى | رب على أضعافهن قدير |
فالسعد بالنصر العزيز مخبر | واليمن بالفتح المبين بشير |
حكمت لك الأقدار أنك باهر | ملك الملوك وأنه مبهور |
وقضى لك الرحمن أنك قاهر | حزب الضلال وأنه مقهور |
جعلت فداءك أنفس أحييتها | وبها جميعا لا بك المحذور |
فانهض بحزب الله يقدم جمعه | حفظ الإله وسعيك المشكور |
في جحفل جم العديد كأنه | فلك على الأرض الفضاء يدور |
عمت به الأقطار إلا موضعا | فيه عدوك للسيوف أسير |
لجب يغص الأرض وهي عريضة | ويرد غرب الطرف وهو حسير |
من كل مقدام يكاد فؤاده | طربا إلى نغم السيوف يطير |
متسربل صدأ الحديد كأنه | قمر تعرض دونه ساهور |
ومهند يزجي المنون كأنه | عبد بطاعة حده مأمور |
لج بشير النصر فيه سابح | برق سحاب الموت منه قطير |
ومثقف صدق الكعوب كأنه | قلم تمكن من شباه النور |
وأقب مصقول الأديم كأنه | بحر بريعان الجراء يمور |
مرح يكر القلب حيث يقوده | ويسير طرف العين حيث يسير |
هزج يكاد يبين في نغماته | ويلاك يا غرسية المغرور |
أين النجاء وقد أظلك مغضبا | ليث العرين الحاجب المنصور |
وأتاك في لبس الحديد مضاعفا | سيف الهدى ولواؤه المنشور |
سهم إذا شجر القواضب صائب | سيف إذا اعتنق الكماة مبير |
غيث إذا ما الغيث أخلف هاطل | بدر إذا دجت الخطوب منير |
سام إلى شيم الملوك منازع | هاد على خلق الهدى مفطور |
متفرد بمناقب متقاصر | عن كنهها المنظوم والمنثور |
عبد المليك فتى المكارم والذي | حظ الرجاء بسيبه موفور |
فهناك سلك صارمين كلاهما | للملك والدين الحنيف نصير |
وذخيرة في النائبات ومعقل | من صرف أحداث الزمان مجير |
حازا سناء مناظر ومخابر | ملئت بهن نواظر وصدور |