أقدمت دون معالم الإسلام
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أقدمت دون معالم الإسلام | فاقدم بخير تحية وسلام |
متقلدا سيف الغناء وفوقه | حلي البهاء وحلة الإعظام |
فوزا بأسنى القسم من ملك حوى | من صدق سيفك أجزل الأقسام |
فجزاك من كرم القدوم وفاءها | أبليته من صادق الإقدام |
بمواقف لك في الوغى سمن العدى | طيش العقول وزلة الأقدام |
ومناقب لولا دنوك للندى | لأرتك في جو السماء السامي |
رتبا رفعت ثناءها وسناءها | بشبا الرماح وألسن الأقلام |
وحمائل في طي ما حملتها | ذل الضلال وعزة الإسلام |
لله منه صارم لك كلما | نجم الشقاق دنا له بصرام |
نكصت سيوف الغي عنه وانحنت | فهي الأهلة وهو بدر تمام |
تمت له وبه الرغائب وانجلى | منهن ليل الظلم والإظلام |
سار إلى الأعداء في سنن الدجى | حتى يقيل على مقيل الهام |
فيه حللت بلاد حلك وانثنى | حرما على الغاوين كل حرام |
وحكمت بالحق المبين لأهله | عدلا من الأقدار والأحكام |
أرضا أنرت الحق في أعلامها | بخوافق الرايات والأعلام |
ومطرت عاليها صواعق بارق | أغدقتها بسوابغ الإنعام |
سقيا لها بحيا الحياة وكاشفا | عنها غرام الغرم والإرغام |
غادرتها للغدر دار إزالة | وأقمتها للأمن دار مقام |
ونظمت در عقودها وعهودها | في سلك هذا الملك أي نظام |
وأقمت حد الله فيمن ضامها | ضربا بحد الصارم الصمصام |
باغ أصاب ببغيه وبنكثه | نفسا عليها يتقي ويحامي |
ولئن ختمت عليه سجنك قاهرا | فغدا وأمسى منك رهن حمام |
في بطن أم برة لقحت به | يوم الوغى من ذابل وحسام |
فلقد تمخض عنه منك بروعة | توفي فتسقطه لغير تمام |
ولقد ندبت لحربه في بطنها | قرع الظنون ومرجف الأوهام |
ولو استجزت له المنام لرده | كي لا يرى عينيك في الأحلام |
ولقد ملأت عليه أجواز الملا | بروابض الآساد في الآجام |
متربصين جنى ثمار قد أنى | منها إليك تفتح الأكمام |
فابشر بها من نعمة مشكورة | في دولة موصولة بدوام |
وافخر فأنت لكل مجد مفخر | واسلم فأنت ذخيرة الإسلام |
سعيا به أعدمت مثلك في الورى | فحويت مفخر ذلك الإعدام |
ولئن رعيت الدين والدنيا فما | أنستك رعي وسائلي وذمامي |
يوم اطلعت مشاربي فرأيت في | عقر الحياض الوفر خزي مقامي |
وأنست من نظري تذلل موقفي | ووجست في الأحشاء حر أوامي |
ورأيت في أنياب عادية العدى | لحمي وظفر الظلم مني دامي |
وعلمت إن أبطأت عني أنني | مما ألاقي لا أشد حزامي |
فسبقت خشية أن تحين منيتي | وبدرت خيفة أن يحم حمامي |
ونكرت من جور الحوادث أنني | ظام وبحر الجود فوقي طام |
وحرجت مني أن أهيم بغلتي | سقما وفي سقياك برء سقامي |
وبصرت من خلل التجمل خلتي | وفهمت من صمت الحياء كلامي |
ففتقت أنهار الجدا لحدائقي | ونصبت أغراض المنى لسهامي |
وفتحت نحو الماء ضيق مواردي | وفسحت في المرعى لرعي سوامي |
وأنفت للآداب أن يسطو بها | جهل الزمان وعثرة الأيام |
رحما من العلم اقتضى لي رحمة | من واصل الآمال والأرحام |
فلأهتفن بحمدها وثنائها | وجزائها في معرق وشآمي |
ولأرجون بتمامها من منعم | لا يرتضي النعمى بغير تمام |