قد عادت الشمس في أعلى مطالعها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قد عادت الشمس في أعلى مطالعها | ولجة البحر في أعلى مشارعها |
وعز نظم الهدى في كف ناظمه | وراق مجتمع الدنيا بجامعها |
وعاد نور جفون في نواظرها | به وقرت قلوب في مواضعها |
وقابلتها اللهى في كف باذلها | وحوزة الملك في أكناف مانعها |
وحط رحل الوغى عن ظهر صائفة | شابت رؤوس الأعادي من وقائعها |
كادت تهد الصخور الصم روعتها | لولا تمكن وقر في مسامعها |
هول نفى الجن عن أخفى ملاعبها | وأوحش الوحش في أقصى مراتعها |
تقودها دعوة التوحيد قد أخذت | عهدا من الله في تشفيع شافعها |
وغرة أشرفت في كل مظلمة | بثاقب الهدي والأنوار ساطعها |
بريح نصر إلى الأعداء تقدمها | كريح عاد جلتها عن مصانعها |
فإن يعوذوا بآناف الجبال فقد | جاءت أنوفهم في سيف جادعها |
أو عللوا بفرار أنفسا علمت | أن الفرار دواء غير نافعها |
فما النجاة تمارى في تفكرها | ولا الحياة تراءى في مطامعها |
بل الردى منك مكتوب على مهج | قد أصبحت بارزات في مضاجعها |
ولا بسيفك عجز عن معاقلها | ولا سنانك ناب دون دارعها |
وما ترجلت إلا ريثما نزلوا | على الأحبة في أدنى مصارعها |
وأنت جار من العليا على سنن | تدارك الحرب من أزكى شرائعها |
والله جارك في حل ومرتحل | وساحة الأرض دانيها وشاسعها |
حتى يثير لك الآفاق مؤتنفا | كواكبا تسعد الدنيا بطالعها |