أنورك أم أوقدت بالليل نارك
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أنورك أم أوقدت بالليل نارك | لباغ قراك أو لباغ جوارك |
ورباك أم عرف المجامر أشعلت | بعود الكباء والألوة نارك |
ومبسمك الوضاح أم ضوء بارق | حداه دعائي أن يجود ديارك |
وخلخالك استنضيت أم قمر بدا | وشمس تبدت أم ألحت سوارك |
وطرة صبح أم جبينك سافرا | أعرت الصباح نوره أم أعارك |
وأنت أجرت الليل إذا هزم الضحى | كتائبه والصبح لما استجارك |
فللصبح فيما بين قرطيك مطلع | وقد سكن الليل البهيم خمارك |
أفيا لنهار لا يغيض ظلامه | ويا لظلام لا يغيض نهارك |
ونجم الثريا أم لآل تقسمت | يمينك إذ ضمختها أم يسارك |
لسلطان حسن في بديع محاسن | يصيد القلوب النافرات نفارك |
وجند غرام في دروع صبابة | تقلدن أقدار الهوى واقتدراك |
هو الملك لا بلقيس أدرك شأوها | مداك ولا الزباء شقت غبارك |
وقادمة الجوزاء راعيت موهنا | بحر هواك أم ترسمت دارك |
وطيفك أسرى فاستثار تشوقي | إلى العهد أم شوقي إليك استثارك |
ومرتد أنفاسي إليك استطارني | أم الروح لما رد في استطارك |
بكم جزت من بحر إلي ومهمه | يكاد ينسي المستهام ادكارك |
ذو الحظ من علم الكتاب حداك لي | أم الفلك الدوار نحوي أدارك |
وكيف كتمت الليل وجهك مظلما | أشعرك أغشيت السنا أم شعارك |
وكيف اعتسفت البيد لا في ظعائن | ولا شجر الخطي حف شجارك |
ولا أذن الحي الجميع برحلة | أراح لها راعي المخاض عشارك |
ولا أرزمت خوص المهاري مجيبة | صهيل جياد يكتنفن قطارك |
ولا أذكت الركبان عنك عيونها | حذار عيون لا ينمن حذارك |
وكيف رضيت الليل ملبس طارق | وما ذر قرن الشمس إلا استنارك |
وكم دون رحلي من قصور مشيدة | تحرم من قرب المزار مزارك |
وقد زأرت حولي أسود تهامست | لها الأسد أن كفي عن السمع زارك |
وأرضي سيول من خيول مظفر | وليلي نجوم من سماء مبارك |
بحيث وجدت الأمن يهتف بالمنى | هلمي إلى عينين جادا سرارك |
هلمي إلى بحرين قد مرج الندى | عبابيهما لا يسأمان انتظارك |
هلمي إلى سيفين والحد واحد | يجيران من صرف الحوادث جارك |
هلمي إلى طرفي رهان تقدما | إلى الأمد الجالي عليك اختيارك |
وحيي على دوحين جاد نداهما | ظلالك واستدنى إلي ثمارك |
وبشرك قد فازت قداحك بالمنى | وأعطيت من هذا الأنام خيارك |
شريكان في صدق المنى وكلاهما | إذا بارز الأقران غير مشاركب |
هما سمعا دعواك يا دعوة الهدى | وقد أوثق الدهر الخئون إسارك |
وسلا سيوفا لم تزل تلتظي أسى | بثأرك حتى أدركا لك ثارك |
ويهنيك يا دار الخلافة منهما | هلالان لاحا يرفعان منارك |
كلا القمرين بين عينيه غرة | أنارت كسوفيك وجلت سرارك |
فقاد إليك الخيل شعثا شوازبا | يلبين بالنصر العزيز انتصارك |
سوابق هيجاء كأن صهيلها | يجاوب تحت الخافقات شعارك |
بكل سري العتق سرى عن الهدى | وكل حمي الأنف أحمى ذمارك |
تحلوا من المنصور نصرا وعزة | فأبلوك في يوم البلاء اخيتارك |
إذا انتسبوا يوم الطعان لعامر | فعمرك يا هام العدى لا عمارك |
يقودهم منهم سراجا كتائب | يقولان للدنيا أجدي افتخارك |
إذا افترت الرايات عن غرتيهما | فيا للعدى أضللت منهم فرارك |
وإن أشرق النادي بنور سناهما | فبشرى الأماني عينك لاضمارك |
وكم كشفا من كربة بعد كربة | تقول لها النيران كفى أوارك |
وكم لبيا من دعوة وتداركا | شفى رمق ما كان المتدارك |
ويا نفس غاو كم أقرا نفارك | ويا رجل هاو كم أقالا عثارك |
ولست ببدع حين قلت لهمتي | أقلي لإعتاب الزمان انتظارك |
فلله صدق العزم أية غرة | إذا لم تطيعي في لعل اغترارك |
فإن غالت البيد اصطبارك والسرى | فما غال ضيم الكاشحين اصطبارك |
ويا خلة التسويف قومي فأغدفي | قناعك من دوني وشدى إزارك |
وحسبك بي يا خلة النأي خاطري | بنفسي إلى الحظ النفيس حطارك |
فقد آن إعطاء النوى صفقة الهوى | وقولك للأيام حوري محارك |
وياستر البيض النواعم أعلني | إلى اليعملات والرحال سرارك |
نواجي واستودعتهن نواجيا | حفاظك يا هذي بذي وازدهارك |
ودونك أفلاذ الفؤاد فشمري | ودونك يا عين اللبيب اعتبارك |
صرفت الكرى عنها بمغتبق السرى | وقلت أديري والنجوم عقاركأ |
فإن وجبت للمغربين جنوبها | فداوي برقراق السراب خمارك |
وأوري بزندي سدفة ودجنة | إذا كانتا لي مرخك وعفارك |
وإن خلع الليل الأصائل فاخلعي | إلى الملكين الأكرمين عذارك |
بلنسية مثوى الأماني فاطلبي | كنوزك في أقطارها وادخارك |
سينبيك زجري عن بلاء نسيته | إذا أصبحت تلك القصور قصارك |
وأظفر سعي بالرضامن مظفر | وبورك لي في حسن رأي مبارك |
فظمء المنى قد شاء بارقة الحيا | وأنشقت يا ظئر الرجاء حوارك |
وحمدا يميني قد تملأت بالمنى | وشكرا يساري قد حويت يسارك |
وقل لسماء المزن إن شئت أقلعي | ويا أرضنا إن شئت غيضي بحارك |
ولا توحشي يا دولة العز والندى | مساءك من نوريهما وابتكارك |