إذا آمَنَ الإنسانُ باللَّهِ، فليكنْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا آمَنَ الإنسانُ باللَّهِ، فليكنْ | لبيباً، ولا يَخْلِطْ بإيمانِهِ كُفرا |
إذا نفَرَتْ نَفسٌ عن الجِسمِ، لم تعُدْ | إليه، فأبعِدْ بالذي فعلَتْ نَفْرا |
كأنّ وليداً، ماتَ قبلَ سُقُوطِهِ | على الأرض، ناجٍ من حِبالتهِ طَفرا |
تمنّيتُ أني بَينَ رَوضٍ ومَنْهلٍ، | معَ الوَحشِ، لا مِصراً أحُلُّ ولا كَفرا |
يقولونَ مَسْكُ الجَفرِ أُودِعَ حكمةً | إذا كُتبَتْ أطراسُها ملأتْ جَفْرا |
وغافرةٍ، في نِيقَةٍ، رَضِعَتْ غِنىً، | كَمُغفِرَةٍ، في النِّيقِ، مُرضِعةٍ غَفرا |
متى ملأتْ، كَفّيْكَ، دُنياكَ أرسلَتْ | مُلمّاً، يعيد الكفّ، من جودِها، صِفرا |
أمِنْ أُمُ دَفرٍ تَبتَغونَ عَطِيّةً، | وقد فرّقَتْ فيهم سُلالَتَها دَفرا |
وكم مِن عَفِيرِ الوجهِ بين أديمها، | وقد كان يرْمي قبلَها الأُدْمَ والعُفرا |
غدوتُ مع الأحياءِ، مُذْ حانَ مولدي | إلى اليومِ، ما ننفكُّ، في دأَبٍ، سَفرا |
ورَبُّكَ عمَّ الوَهدَ، بالرّزق، والرُّبَا، | وأمطَرَ بالموتِ العمائرَ والقَفرا |
وإن حبّبَ اللَّهُ الحُسامَ إلى امرىءٍ، | حَباهُ بهِ، في كلّ مَفرَغةٍ، خَفرا |
وصيّرَ جَفناً جَفنَهُ، وغِرارَهُ | غِراراً لعينَيهِ، وشَفرتَه شُفْرا |
وقد ضفَرتْ، فَرْعاً، كريمةُ مَعشرٍ، | فما حَلّ إلاّ الغاسلاتُ له ضَفْرا |
دنا نيرُها من كفّها لتَعَبّدِ، | وألقَتْ دنانيراً براحتِها صُفرا |
إذا هَجَرَتْ زِيرَينِ: زِيرَ أوانسٍ، | وزِيرَ غِناءٍ، فهي راجيَةٌ عَفْرا |
وردْنا، بلا وَفْرٍ، ديارَ حَياتِنا، | ونترُكُ فيها، يومَ نرتحلُ، الوَفرا |
ولو لم يقدِّرْ خالقُ اللّيثِ فَرْسَه | لِمَطعَمهِ، لم يُعطهِ النّابَ والظُّفرا |
تطولُ اللّيالي والزّمانُ، وتنبري | حوادثُ لا تُبقي، على ظهرها، شَفرا |
ولا ريبَ في مَهوى الرفيع إلى الثّرى، | ولو انّه جارى السّماكينِ والغَفْرا |
ولو أنّ أبراجَ السّماءِ بُروجُه، | لَبُدّلَ منها، غيرَ ممتنعٍ، جَفرا |
عجبتُ لرقٍّ ضُمّنَ المَينَ، بعدما | تخَيّرَه قَوْمٌ، لتَوراتِهم، سِفرا |
كما وَسَقَ، الرّاحَ، السّقاءُ، وربّما | يُضاهي مَزاداً، من مشاربهم، وُفرا |