أيأتي نبيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيأتي نبيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً، | فتَحمِلَ ثُقْلاً من هُمومي وأحزاني |
وهيهاتَ، لو حَلّتْ لما كنتُ شارباً | مُخَفِّفَةً، في الحِلمِ، كِفّةَ ميزاني |
إذا خزَنوني في الثّرى، فمَقالدي | مُضيَّعَةٌ، لا يُحسِنُ الحفظَ خُزّاني |
كأنّيَ نَبتٌ مَرّ يَومٌ وليلَةٌ | عليّ، وكانا منفَضينِ، فجَزّاني |
هما بَدَوِيّانِ، الطّريقَ تَعرّضا، | وبُرديّ، من نَسجِ الشبيبَةِ، بزّاني |
قَوِيّانِ عَزّاني علَيهِ، وأوقَعا | بغَيرِيَ ما بي أوقَعاهُ، فعَزّاني |
وما ضَيّقَا أرضي، ولكنْ أراهُما | إلى الضّنكِ، من وجهِ البسيطةِ، لزّاني |
وما أكَلا زادي، ولكنْ أكَلتُهُ، | وقد نَبّهاني للسُّرى واستَفَزّاني |
ولم يَرْضَيا إلاّ بنَفسي من القِرى، | ولو صُنتُهُ، عن طارقيّ، لأحزاني |
وما هاجَ ذكري بارقٌ نحوَ بارقٍ؛ | ولا هَزّني شَوقٌ لجارةِ هَزّان |
بَلِ الفَتَيانِ، اعتادَ قَلبي أذاهُما، | يشيمانِ أسيافَ الرّدى، ويهُزّان |
عزيزانِ باللَّهِ، الذي ليسَ مثلُهُ، | يُذِلاّنِ في مِقدارَهِ، ويُعِزّان |
وكم فَتكا، والحِسُّ قد بانَ عَنهما، | بأهلِ وُهودٍ، أو جبالٍ وحِزّانِ |
وما تَرَكا تُركَ القِبابِ، وغادَرا | برُمحينِ، أو جُرزَينِ، أُسرَةَ جُرزان |
سلا غابَ تَرْجٍ والأُنَيعمَ كم ثَوَى، | بذاكَ وهذا، من أُسودٍ وخُزّان |