أرشيف المقالات

إرادةٌ فولاذيةٌ - لا تحزن - عائض بن عبد الله القرني

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ذهب طالبٌ منْ بلادِ الإسلامِ يدرسُ في الغربِ، وفي لندن بالذاتِ، فسكن مع أسرةٍ بريطانيةٍ كافرةٍ، ليتعلَّم اللغة، فكان متديِّناً وكان يستيقظُ مع الفجر ِ الباكرِ، فيذهبُ إلى صنبورِ الماءِ ويتوضأُ، وكان ماءً بارداً، ثمَّ يذهبُ إلى مصلاَّهُ فيسجدُ لربِّه ويركعُ ويسبحُ ويَحْمَدُ، وكانتْ عجوزٌ في البيتِ تلاحظهُ دائماً، فسألتْه بعد أيامٍ: ماذا تفعلُ؟ قال: أمرني ديني أنْ أفعل هذا.
قالتْ: فلو أخَّرْت الوقت الباكر حتى ترتاح في نومِك ثمَّ تستيقظ.
قال: لكنَّ ربي لا يقبلُ منِّي إذا أخّرتُ الصلاة عن وقتِها.
فهزَّتْ رأسها، وقالتْ: إرادةٌ تكسرُ الحديد!! {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ}.

إنِّها إرادةُ الإيمان ِ، وقوةُ اليقين ِ، وسلطانُ التوحيد ِ.
هذهِ الإرادةُ هي التي أوحتْ إلى سحرةِ فرعون وقدْ آمنوا باللهِ ربِّ العالمين في لحظةِ الصراعِ العالميِّ بين موسى وفرعون، قالوا لفرعون: {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ}.
وهو التحدّي الذي ما سُمع بمثلِهِ، وأصبح عليهمْ أنْ يؤدُّوا هذه الرسالة في هذه اللحظةِ، وأنْ يبلِّغوا الكلمة الصادقة القوية إلى هذا الملحدِ الجبارِ.

لقدْ دخل حبيبُ بنُ زيدٍ إلى مسيلمة يدعوه إلى التوحيدِ، فأخذ مسيلمةُ يقطعُهُ بالسيفِ قطعةً قطعةً، فما أنَّ ولا صاح ولا اهتزَّ حتى لقي ربَّ شهيداً، {وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}.
ورُفع خُبيبُ بنُ عديٍّ على مشنقةِ الموت ِ، فأنشد:

ولستُ أبالي حين أُقتلُ مسلماً *** على أيِّ جنبٍ كان في اللهِ مصرعي

شارك الخبر

المرئيات-١