أرجم في ليلى الظنون وإنما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُرَجِّمُ في لَيْلَى الظُّنُونَ، وَإِنَّمَا | أُخَاتِلُ في وَجْدِي بِهَا مَنْ أُخَاتِلُهْ |
وَقَدْ زَعَمتْ أَنِّي تَغَيَّرتُ بَعْدَهَا | وَلَمْ تَدْرِ مَا خَطْبُ الْهَوَى وَبَلاَبِلُهُ |
لَقَدْ وَفَّقَ اللهُ المُوَفَّقَ لِلَّذِي | أَتَاهُ، وأَعْطَى الشَّامَ مَا كَانَ يامُلُهْ |
أَضَافَ إِلى سِيمَا الطَّوِيلِ أُمُورنَا، | وسِيمَا الرِّضَا فِي كُلِّ أَمْرٍ يُحَاوِلُهْ |
هُوَ المَرْءُ مَأْمُولٌ لَنَا العَدْلُ والنَّدَى | لَدَيْهِ، ومأْمُونٌ لَدَيْنَا غَوَائِلُهْ |
فأَهْلاً وسَهْلاً بالإِمامِ، وقادِمٍ | أَتَتْ بالسُّرُورِ كُتْبُهُ وَرَسَائلُهْ |
وأُقْسِمُ حَقًّا أَنَّ أَيْمَنَ طالِعٍ | عَلَيْنَا مِنَ الشَّرقِ اللِّوَاءُ وَحَامِلُهْ |
وقَدْ تَمَّ صُنْعُ اللهِ لِلمَعْشَرِ الأُلَى | تَوَلاَّهُمُ الغَمْرُ المُؤمَّلُ نائلُهْ |
مَتَى يَسْكُنُوا يُمْطِرْ عَلَيْهمْ سَحَابُهُ | وإِنْ يَشْغبُوا تُشْهَرْ عَلَيْهِمْ منَاصِلُهْ |
وِلاَيَةُ عَدْلٍ يسْتَبِدُّ بِفَضْلِهَا | وحُسْنِ نَثَاهَا مُقْسِطُ الحُكْمِ فاصِلُهْ |
يَنَالُ بها باغِي السَّلاَمةِ حُكْمَهُ | ويَهْلِكُ فِيهَا ناكِبُ الرَّأْسِ مائلُهْ |
فكَمْ قَدْ مَدَدْنَا مِنْ رَجَاءٍ إِلى أَبي | عَليٍّ فَلَقَّتْنْا النَّجاحَ مَخَايلُهْ |
لَهُ مَذْهَبٌ في المَكْرُماتِ تَشَابَهَتْ | أَواخِرُهُ في سُؤْدُدٍ وأَوَائلُهْ |
قَرِيبُ مَنَالِ الرّفْدِ يَبْعُدُ مَجْدُهُ | عَلى مَنْ يُجارِي مَجْدَهُ ويُساجِلُهْ |
وقَائِدُ جَيْشٍ مَا تَنَحَّلَ قُدْرَةً | على القرنِ بَيْنَ العَسْكَرَيْنِ يُنَازِلُهْ |
طَلُوبٌ لأَعْلَى الأَمْر حَتَّى يَنَالَهُ | إِذا قُيِّضَتْ لِلأَدْنِيَاءِ أَسَافِلُهْ |
بعيِدٌ مِنَ الفَحْشاءِ لَمْ تَدْنُ ريبةٌ | إِلَيْهِ، ولم يُوجَدْ نَظيرٌ يُعادِلُهْ |
نَقِيُّ الثِّيابِ مِنْ تُقىً وَتَنَزُّهٍ، | صَحَيحُ العَفافِ ،وافِرُ الحِاْمِ،وكَمِلُهْ |
أَميرٌ يكونُ الجَدُّ مِنْهُ سَجِيَّةً | إِذا ضَيَّعَ التَّدبيرَ في الرَّأْيِ هازِلُهْ |
وَلَيْسَ كَمَسْبُوتِ الضُّحى مِنْ خُمَارِهِ | إِذا راحَ كَانَتْ للمُدامِ أَصَائِلُهْ |
جُزِيتَ عَنِ الإِسلام خَيْراً ،ولا يُضِعْ | لََك اللهُ في الإِسْلامِ مَا أَنتَ فاعِلُهْ |
فكَمْ فِتْنَةٍ أَخْرَجْتَنَا مِنْ ظَلاَمِها | وخَطْبِ تَجَلَّى عَنْ حُسَامِكَ هائِلُهْ |
وَطَاغِيةٍ حَاكَمْتَ بالسَّيْفِ مُصْلَتاً | إِلى أَنْ وَهَى مِنْ دُونِ حَقِّكِ باطِلُهْ |
كَمَا انْهَزَمَ المَغْرُورُ مِنْ مَرْجِ دابِقٍ | وخَيْلُكَ في جَنْبْيْ قُوَيْقَ تُحاولُهْ |
تَاَوَّبَ مِنْ حَمُّصَ أَبْوابَ بالِسٍ | مَسِيراَ بِفَرطِ الذُّعْرِ تُطْوَى مَرَاحِلُهْ |
يُقَوِّسُ مِنْ حَدِّ الأَسِنَّةِ ظَهْرَهُ | وقَدْ بُلَّ مِنْهَا مَنْكِبَاهُ وَكَاهِلُهْ |
يُحِيطُ عَلَيْهِ جانِبَ النَّقْعِ مُوعِثاً | لِكَيْ تَتَغَطَّى في العجَاجِ مَقَاتِلُهْ |
إِذا مَرَّ بالشَّجْرَاءِ جَانبَ قَصدَها | يَرى أَنَّهَا أَرساَلُ خَيْلٍ تُقَاتِلُهْ |
أَتَى سَادِراً بالبَغْيِ مُستَْحْقِباً لَهُ | وحاوَلَ نَصْرَ اللهِ ،واللهُ خاذِلُهْ |
فَأَوْلَى لَهُ أَلاَّ غَدَا السَّيْفُ مُدْرِكاً | ضَرِيبَتَهُ،وَأَعْلَقَ العَيْرَ حَابِلُهْ |
لِيَهْنِكَ أَنْ أَمْسَى بِدَارِ خَزَايةٍ | وَأَنْ بَاتَ مَشْغُولاً وخَوْفُكَ شَاغِلُهْ |
وَأَنَّكَ مَنْ تأَْبَى المَوالي الَّذي أَبى | ويُعْطُونَ عِنْدَ الجِدَّ مَا أَنْتَ باذِلُهْ |
وَمَا زِلْتُمُ بالمُلْكِ حَتَّى تمكَّنَتْ | قَوَاعِدُهُ العُظْمَى ،وقَرَّتْ زَلاَزِلُه |
رَأَيْتَ المُرِيبَ مُخْفِياً مِنْكَ شَخْصَهُ | عَلَى حَالَةِ يَشْتَدُّ فِيهَا تَضَاؤُلُهْ |
فَلاَ يُتْلَفَنْ حَقِّي،وَقَدْ نَطَقَتْ بِهِ | شَوَاهِدُهُ ، وأَوْضَحَتْهُ دَلاَئلُهْ |