أرسوم دار أم سطور كتاب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أرُسُومُ دَارٍ أمْ سُطُورُ كتابِ، | دَرَسَتْ بَشَاشَتُها مَعَ الأحْقَابِ |
يَجْتَازُ زَائِرُهَا، بغَيْرِ لُبَانَةٍ، | وَيُرَدُّ سَائِلُهَا بغَيْرِ جَوَابِ |
وَلَرُبّمَا كَانَ الزّمَانُ مُحَبَّباً | فِينَا، بِمَنْ فيهِ مِنَ الأحْبَابِ |
أيّامَ رَوْضُ العَيشِ أخضَرُ، والهَوَى | تِرْبٌ لأُدْمِ ظِبَائِهَا الأتْرَابِ |
بِيضٌ كَوَاعِبُ يَشْتَبِهْنَ غَرَارَةً، | وَيَبِنّ عَنْ نَشوَى الجُفُونِ كَعابِ |
تَرْنُو، فَتَنْقَلِبُ القُلُوبُ لِلَحْظهَا | مَرْضَى السُّلُوّ، صَحَائحَ الأوْصَابِ |
رَفَعَتْ منَ السِّجفِ المُنيفِ، وَسلّمتْ | بأناملٍ، فيهنّ دَرْسُ خِضَابِ |
وَتَعَجّبَتْ مِنْ لَوْعَتي، فَتَبَسّمَتْ | عَنْ وَاضِحَاتٍ، لَوْ لُثِمْنَ، عِذابِ |
لَوْ تُسعِفِينَ، وما سألْتُ مَشَقّةً، | لَعَدَلْتِ حَرَّ هَوًى ببَرْدِ رُضَابِ |
وَلَئِنْ شَكَوْتُ ظَمَايَ، إنّكِ لَلّتي | قِدْماً جَعَلْتِ منَ السّرَابِ شَرَابي |
وَعَتِبْتُ مِنْ حُبّيكِ، حتّى إنّني | أخشَى مَلاَمَكِ، إنْ أبُثّكِ ما بي |
وَلَقَدْ عَلِمتُ، وللمُحِبّ جَهَالَةٌ، | أنّ الصِّبَا بَعدَ المَشِيبِ تَصَابِ |
وأمَا لَوَ انّ الغَدْرَ يَجمُلُ في الهَوَى، | لَسَلَوْتُ عَنْكِ، وَفيَّ بعضُ شَبابي |
لا تَغلُ في شمسِ بنِ أكْلَبَ، إنّها | ظُفْري فَرَيْتُ بها العَدُوّ، وَنَابي |
وَدَعِ الخُطوبَ، فإنّهُ يَكْفيكَهَا، | مِنْ حَيْثُ وَاجَهَها، أبو الخَطّابِ |
خِرْقٌ، إذا بَلَغَ الزّمانُ فِنَاءَهُ، | نَكَصَتْ عَوَاقِبُهُ عَلى الأعْقَابِ |
نَصَرَ السَّماحَ على التّلادِ، وَلَم يَقِفْ | دونَ المَكَارِمِ وِقْفَةَ المُرْتَابِ |
لَيسَ السّحابُ ببالغٍ فيهِ الرِّضَا، | فأقُولَ إنّ نَداهُ صَوْبُ سَحَابِ |
وَلَئِنْ طَلَبْتُ شَبِيهَهُ، إنّي إذاً | لَمُكَلِّفٌ طَلَبَ المَحَالِ رِكَابي |
صَاحَبْتُ مِنْهُ شَبيهَهُ، إنّي إذاً | لَمُكَلِّفٌ طَلَبَ المَحَالِ رِكابي |
واختَرْتُهُ عَضْبَ المَهَزّ، وَلَمْ أكنْ | أتَقَلّدُ السّيْفَ الكَهَامَ النّابي |
وُصِلَتْ بَنُو عِمْرَانَ، يَوْمَ فَخارِه، | بِمَنَاقِبٍ، طائِيّةِ الأنْسَابِ |
قَوْمٌ يضِيمُونَ الجِبَالَ، وَقد رَسَتْ | أعْلاَمُهَا، برَجَاحهِ الألْبَابِ |
سَحَبُوا حَوَاشِي الأتْحَميّ، وإنّما | وَشْيُ البُرُودِ على أُسُودِ الغَابِ |
نَزَلُوا مِنَ الجَبَلَينِ، حيثُ تَعَلّقتْ | غُرُّ السّحَائِبِ من رُبًى، وَهِضَابِ |
مُتَمَسّكينَ بأوّلِيّةِ سُؤدَدٍ، | وَبمَنْصِبٍ، في أسْوَدَانَ، لُبابِ |
يَستَحْدِثُونَ مَكَارِماً قَدْ أحسَرُوا | فيهَا نُفُوسَهُمُ مِنَ الأتْعَابِ |
وكأنّما سَبَقُوا إلى قِدَمِ العُلا | في القُرْبِ، أوْ غَلَبُوا على الأحْسابِ |
ألْقَوْ إلى الحَسَنِ الأُمُورَ، وأصْحَبوا | لُمَباعِدٍ، عِنْدَ الدّنيَةِ، آبِ |
يَغْدُو، وأُبُّهَةُ المُلُوكِ تُرِيكَهُ | مُسْتَعْلِياً، وَجَلاَلَةُ الكُتّابِ |
فاتَ الرّجَالَ، وفي الرّجَالِ تَفاوُتٌ، | بخَصَائِصِ الأخْلاقِ والآدابِ |
فَكَأنّما البَحْرُ استَجَاشَ يَمينَهُ، | فَقَضَى بهَا أرَباً مِنَ الآرَابِ |
وَالمَكْرُمَاتُ مَوَاهِبٌ مَمْنُوعَةٌ، | إلاّ مِنَ المُتَكَرِّمِ الوَهّابِ |
بكَ، يَا أبَا الخَطّابِ، أُسهِلَ مَطلَبي، | وأضَاءَ في ظُلَمِ الخُطُوبِ شِهَابي |
وَلَئِنْ تَوَلّتْني يَداكَ بِنَائِلٍ | جَزلٍ، وأمرَعَ مِنْ نَداكَ جَنَابي |
فأنَا ابنُ عَمِّكَ، والمَوَدّةُ بَيْنَنَا، | ثُمّ القَوَافي سائِرُ الأنْسَابِ |