أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هناك أسبابٌ عديدة للإسهال المتكرر، وهناك أمورٌ مهمةٌ تُساعد الطبيب على معرفة سبب هذا الإسهال، ومن هذه الأمور: قوام البراز عندما يكون عندك إسهال، فإن كان فقط مائعاً، ولا يحتوي على الدم، ولا يحتوي على صديدٍ، ولا يوجد ارتفاع في درجة الحرارة، أو نزول دم في البراز، وكان الألم والإسهال فقط خلال اليوم، ولا يوقظ الإنسان من نومه، ولا يوجد تناقص في الوزن؛ فإنه يُستبعد أن يكون هناك التهاب في القولون، وقد يكون سببه القولون العصبي، وهذا يكون بعد تناول أطعمةٍ معينة، خاصةً التي تحتوي على الفلفل والبهارات، وبعض الناس يشعر أنها تزداد بعد تناول أطعمةٍ معينة، وعادة ما تترافق مع آلام في البطن وغازات، وكثيراً ما تكون مرتبطة مع الوضع النفسي، والقلق، والتوتر، وبالتالي تزداد الأعراض.

ومن ناحية أخرى: إن كان البراز مائعاً، ويطفو فوق الماء في التواليت، وكان مائلاً إلى الشحوب؛ فإن ذلك يدل على سوء الامتصاص، وهذا يمكن التأكد منه بعمل صبغة خاصة للبراز للكشف عن الدسم.

في بعض الحالات يكون الإسهال المتكرر بسبب تناول المضادات الحيوية، وهذه يتعرف عليها المريض بأنها تحصل مع تناول المضادات الحيوية، وتتوقف متى توقف عن تناولها، ولم تذكر أن الإسهال عندك مرتبط بالمضاد الحيوي.

يكثر في منطقة الشرق الأوسط نقص خميرة اللاكتاز التي تهضم السكر في الحليب، ولذا يحصل نوعٌ من الإسهال والغازات عندما يتناول الحليب أو مشتقاته، ولذا يجب أن تراقب ذلك، ولا يحصل عند تناول الروب (اللبن) أو ما يسمى بالزبادي Yogurt.

من الأسباب أيضاً ما تسمى بالجيارديا، وهي طفيليلات تعيش في الأمعاء، وقد تسبب إسهالاً متكرراً، ونزولاً في الوزن، وهذا يتم طلب فحص البراز لها، وتحتاج إلى صبغةٍ معينة.

من الأسباب أيضاً: وجود تحسس لمادةٍ معينة في الطعام، أو لبعض حافظات الطعام، وبالتالي يحصل هذا عند تناول هذا الطعام كل مرة، أو عند تناول هذه الأطعمة التي تحتوي على الحافظات.

من الأعراض الجانبية المذكورة للسيروكسات: الإسهال والغثيان، فإن كان الإسهال قد ظهر بعد تناول السيروكسات؛ فقد يكون هو السبب، إلا أنه عادة ما يكون مستمراً وليس متقطعاً.

لذا: من المهم أن تُراقب الوضع جيداً، وخاصة إن كان للإسهال علاقة بالحالة النفسية، أو بطعام معين، أو بعد تناول الحليب، وتسجلها في كل مرة، ثم في النهاية تراجع مرات الإسهال، وما سبقها من طعام، أو حالة نفسية؛ حتى تتعرف على السبب؛ لأن العلاج هو علاج السبب، فالإسهال هو عرضٌ وليس مرضاً بحد ذاته.

وفي بعض الحالات التي لا يتم إيجاد السبب؛ قد يلجأ الطبيب إلى إجراء منظارٍ للقولون.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.