اللوم منك وإن نصحت غرام
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
اللَّوْمُ مِنْكَ وإِنْ نَصَحْتَ غَرَامُ | إِذْ حَظُّهُ مِن مِثلِيَ الإِرْغامُ |
حُبُّ الصِّبَا ــ لا حُبَّ إِلاَّ وَهْوَ لا | يَبْقَى لمُدَّتِهِ ــ وأَنت لِزامُ |
شُيِّبْتَ عَنْ صِغَرٍ ، ولم يَصْغُرْ هَوَى | نَفسِي ، فَقَالَ الجَذْعُ أَنْتَ غُلاَمُ |
هَيْهَاتِ ضامَنِيَ الزَّمَانُ ، ولَمْ يَضِمْ | شَوْقِي ، أَشْوْقُ القَلبِ فيك يُضَامُ؟ |
يا دَمْعُ ، قِفْ عن طُولِ جَرْيِكَ في الصِّبَا | بَلْ فِضْ لِذَاكَ ، فَما عَلَيْك مَلامُ |
إِنْ كَانَ حَلَّ لِمَنْ هَوِيتُ صَنِيعُهُ | فِيمَا يَرَى ، فالصَّبْرُ عَنْهُ حَرامُ |
تَاللهِ إِنَّ الشَّوْقَ يَفعَلُ ، دَهْرَهُ ، | بالجِسْمِ مَا لا تَفعَلُ الأَسْقامُ |
رَحَلَ الحَبِيبُ فَطَالَ لَيْلٌ لمْ يَكُنْ | لِقَصِيرِهِ بَعْدَ الرَّحِيلِ مُقامُ |
أَيْنَ التِي كَانَتْ لَوَاحِظُ طَرْفِها | يَصْبُو إِلَيْهَا الْقَلْبُ وَهْيَ سِهَامُ |
وحَدِيثُها كالغَيْثِ جَادَ بوَيْلِهِ ، | فِي حادِثِ المَحْلِ الشَّدِيدِ ، غَمَامُ |
إِنْ مُتُّ مِنْ أَسَفٍ لِشَحْطِ مَزَارِها | فالمَوْتُ رَوْحٌ ،والحَيَاةُ حِمَامُ |
قُسِمَ الأَسَى لِي والسَّماحُ لأَِحْمَدٍ | قِسْمَيْنِ جَفَّتْ عَنْهُمَا الأَقْلامُ |
شَرَفاً بَنِي عَدْنَانَ أَلْسِنَةُ الوَرَى | لَكُمُ بِهِ فِي مَدْحِكُمْ خُدَّامُ |
جَاءَ الَّذِي قَصُرَ التَّمَنِّي دُونَهُ | مِنْهُ فأُرْهِقَ عِندَهُ الإِعْدَأمُ |
غُفِرَتْ ذنوبُ الدَّهْرِ فِيمَا قَدْ مَضَى | أَلآنَ إِذْ قَدْ تَابَتِ الايّّامُ |
آباؤُهُ سَاسُوا الخِلافَةَ بالحِجَى | إِذْ لَمْ يَسُسْهَا مِثلَهُمْ أَقوامُ |
سَائِلْ بِهِ أَرْضَ العِراقِ فَكَمْ لَهُ | فِعْلاً أُقِيمَ بِذِكْرِهِ الإِسْلامُ |
قَدْ غَابَ عَنْهَا مِنْهُ نُورٌ ضَوْءُهُ | يَجْلُو سَوَادَ اللَّيْلِ وَهْوَ ظَلاَمُ |
سَادَ الأَنَامَ بِنَفْسِهِ وَجُدُودِهِ | لا مِثْلَ ما فِي النَّاسِ سَادَ عِصَامُ |
يَعْلُو الشَّآمَ ثَلاَثةٌ في أَرْضِها | إِفضَالُهُ ، وَجَدَاهُ ، والإِنعَامُ |
وثَلاَثَةٌ تَغْشَاكَ إِمَّا زُرْتَهُ | إِرْفادُهُ ، والبِرُّ ، والإِكرامُ |
وثََلاَثةٌ قَدْ جانَبَتْ أَخْلاَقَهُ | مِنهَا البَذا ، والزُّورُ ، والآثام |
وثَلاثَةٌ فِي الْغُرِّ مِن أَفعَالِهِ | تَدْبِيرُهُ ، والنَّقضُ ، والإِبْرَامُ |
والْفخرُ ، فهْوَ اثْنانِ ، أَحرَزَ واحِداً | أَخْوَالُهُ ، والآخَرَ الأَعْمَامُ |
واللهُ أَفْرَدَهُ بِمَجْدٍ ، ذِكْرُهُ | أَبداً تُجَدِّدُهُ لهُ الأَعْوامُ |
يَقْظَاتُهُ واللّيْلُ مُرْخٍ سَجْفَهُ | تَرَكَتْ عُيُوناً ما لَهُنَّ مَنَامُ |
عمَّتْ صَنائِعُهُ : فَمِنْها جَالِبٌ | شُكْراً ، ومِنهَا للحَسُودِ لِجَامُ |
َضْحَى ابْنُ إِبْراهِيمَ بَدْراً للعُلاَ | والبَدْرُ ذُو نَقْصٍ ، وذَاكَ تَمَامُ |
إِفْهَمْ أَبا العَبَّاسِ ، غَيْرَ مُفَهَّمِ ، | قَوْلاً يَشِيدُ أَساسَهُ الإِحكامُ |
ما إِنْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ حَتَّى قَالَ لِيٍ | زُرْنِي بمَدْحِكَ ،وَجْهُكَ البَسَّامُ |
وسَمِعْتُ قَوْلَ نَعَمْ بِفِيكَ سَرِيعَةً | وفُرُوعُ أَصْلِ نَعَمْ هِي الإِنْعَامُ |
فَنَظَمْتُ فِيكَ بَدِيعَ شِعْرٍ فَاتَ أَنْ | تَرْقَى إِلى دَرَجَاتِهِ الأَوْهَامُ |