هذا الحبيب فمرحبا بخياله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هَذا الحَبيبُ، فمَرْحَباً بخَيالِهِ، | أنّى اهتَدى، وَاللّيلُ في سِرْبالِهِ؟ |
بَل كيفَ زَارَ، وَدونَهُ مَجهولَةٌ | مِنْ سَبسَبٍ قَفْرٍ، تَمورُ بِآلِهِ |
سَارٍ تَجاوَزَ مِنْ شَقائِقِ عالجٍ، | بُعْدَ المَدَى منْ سَهلِهِ وَجِبالِهِ |
حتّى تَقَنّصَهُ الكَرَى لمُتَيَّمٍ، | لَوْلا الكَرَى لَشفَاهُ مِنْ بَلبَالِهِ |
رَشأٌ كأنّ الشّمسَ، يوْمَ دُجُنّةٍ، | حَيرَاءُ بَينَ حُجُولِهِ وَحِجَالِهِ |
وَمُنَعَّمٍ هَجَرَ السّرُورُ بهَجرِهِ | لمُحبّهِ، وَوِصَالُهُ بوِصَالِهِ |
وَاهاً لأيّامٍ، غَنِينَا مَرّةً | بنَعيمِها، وَالدّهْرُ في إقْبَالِهِ |
أبَني حُمَيْدٍ، طالَ مَجدُ محَمّد | لَمّا تَطَاوَلْتُمْ لِبُعْدِ مَنَالِهِ |
وَلكُمْ، وولَسْتُمْ لاحِقِينَ بشأوِهِ، | شرَفٌ تظَلُّ الشّمسُ تحتَ ظِلالِهِ |
لا تَحسدُوهُ فَضْلَ رُتبَتِهِ، التي | أعيَتْ علَيكُمْ، وَافعَلوا كفِعالِهِ |
مَلِكٌ أطاعَتْهُ العُلاَ، وَأطاعَها | في مالِهِ، وَعَصَى على عُذّالِهِ |
جَزْلُ المَوَاهبِ ليسَ تُرْفعُ غايةٌ | للمَجْدِ، إلاّ نَالَهَا بِنَوَالِهِ |
مُتَنَقّلٌ مِنْ سُؤدَدٍ في سُؤدَدٍ، | مثلُ الهِلالِ جَرَى إلى استِكمالِهِ |
يا أيّها المَلِكُ، الذي قسَمَ النّدَى | نِصْفَينِ بَينَ يَمينِهِ وَشِمَالِهِ |
فََأجازَ حُكْمَ السّيفِ في أعدائِهِ، | فمَضَى، وَحكّمَ الجُودِ في مالِهِ |