أفي كل دار منك عين ترقرق
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أفي كُلّ دارٍ مِنكَ عَينٌ تَرَقْرَقُ، | وَقَلْبٌ، عَلى طُولِ التّذكّرِ، يخفِق |
نَعَمْ قَد تَباكَين على الشِّعبِ سَاعةً، | وَمِنْ دُونهِ شِعبٌ للَيْلى مُفَرَّقُ |
عَلى دِمْنَةٍ فيهَا، لأدْمَانَةِ النَّقَا، | مَحاسِنُ أيّامٍ تُحَبُّ وَتُعْشَقُ |
وَقَفتُ وَأوْقَفتُ الجَوَى موقِفَ الهوَى | لَياليَ عُودُ الدّهرِ فَيْنانُ مُورِقُ |
فحَرّكَ بَثّي رَبْعُهَا، وَهوَ ساكِنٌ، | وَجَدّدَ وَجدي رَسمُها وَهوَ مخلِقُ |
سَقَى الله أخْلافاً مِنَ الدّهْرِ رَطْبَةً، | سقَتنا الجَوَى، إذْ أبرَقُ الحَزْنِ أبرَقُ |
لَيَالٍ سَرَقْنَاها مِنَ الدّهْرِ، بَعدما | أضَاءَ، بإصْباحٍ منَ الشّيبِ، مَفرِقُ |
تَداوَيتُ مِنْ لَيلى بلَيلى، فَما اشتفَى | بماءِ الرُّبا مَنْ باتَ بالمَاءِ يَشرَقُ |
لَقَدْ عَلِمَتْ عِيدِيّةُ العِيسِ أنّني | أخُبُّ، إذا نامَ الهِدانُ، وَأُعْنِقُ |
وَلا أصْحَبُ الذّكرَى إذا ما ذكرْتُها، | وَلَوْ هَتَفَتْ وَرْقاءُ، وَاللّيلُ أوْرَقُ |
خرَجْنا بها في البِيضِ بِيضاً فلَمْ نرَ الـ | ـدّ آدىءَ، إلاّ وَهيَ مِنهُنّ أمْحَقُ |
هَشَمْنَ إلى ابنِ الهَاشِمِيّةِ أوْجُهاً | عَوَابِسَ، للبَيْداءِ، مَا تَتَطَلّقُ |
لَقاسِينَ لَيْلاً، دونَ قاسانَ، لم تكَدْ | أوَاخِرُهُ، مِنْ بُعدِ قُطرَيهِ، تُلحَقُ |
نَوَيْنَ مَقَاماً بَيْنَ قُمٍّ وَآبَةٍ، | عَلى لُجّةٍ طَلْحِيّةٍ تَترَفّقُ |
بحَيْثُ العَطَايا مُومِضَاتٌ سَوَافِرٌ | إلى كلّ عافٍ، وَالمَوَاعيدُ فُرَّقُ |
فضَلّتْ كَحَسّانٍ، وَظَلّ مُحَمّدٌ | كَحارِثِ غَسّانٍ، وَأبّةَ جِلّقُ |
مَنَازِلُ، لا صَوْتي بهِنّ مُخَفَّضٌ | غَرِيبٌ، وَلا سَهمي لَدَيْهِنّ أفْوَقُ |
أرَحْنَ عَلَيْنَا اللّيلَ، وَهوَ مُمسَّكٌ، | وَصَبّحَنَا بالصّبحِ وَهْوَ مُخَلَّقُ |
لَدَى أشْعَرِيٍّ يَعلَمُ الشّعْرُ أنّهُ | سَيَنْزِعُ في تَصْديقِهِ، ثمّ يُغْرِقُ |
لَقيتُ نَداهُ بالعِرَاقِ، وَأوْمَضَتْ | لَهُ بالجِبَالِ مُزْنَةٌ تَتَألّقُ |
عَطاءٌ كضَوْءِ الشّمسِ عَمَّ، فمَغرِبٌ | يكُونُ سَوَاءً في سَنَاهُ، وَمَشرِقُ |
فَلَوْ ذارَعَتْ أخلاقُهُ الغَيثَ حَافِلاً | لحَاجَزَها باعٌ منَ الغَيثِ ضَيّقُ |
بَدا ماثلاً إذْ كوْكبُ الجودِ خافِقٌ؛ | وَطالِبُهُ رَثُّ الوَسَائِلِ، مُخفِْقُ |
فأنْفَقَ في العَلْيَاءِ، حَتّى حَسِبْتُه | منَ الدّهرِ يُعطي أوْ من الدّهرِ يُنفِقُ |
ضَحوكٌ إلى الأبطالِ، وَهوَ يَرُوعُهم، | وَللسّيفِ حَدٌّ حينَ يَسطو، وَرَوْنَقُ |
حَيَاةٌ وَمَوْتٌ وَاحِدٌ مُنْتَمَاهُمَا، | كَذلكَ غَمْرُ المَاءِ يُرْوِي، وَيُغرِقُ |
وَفي كلّ حالٍ مِنْهُ مَجْدٌ يُنِيرُهُ | لَهُ خُلُقٌ مَا دَبّ فيهِ تَخَلُّقُ |
فلا بَذلَ، إلاّ بَذْلُهُ، وَهوَ ضَاحكٌ، | وَلا عَزْمَ، إلاّ عَزْمُهُ، وَهوَ مُطرِقُ |
عَلَىُّ بْنُ عِيسى بْنِ مُوسى بنِ طَلْحَةَ | بْنِ سَائِبٍ بْنِ مَالِكٍ حِينَ يُرْمَقُ |
رِوَاءً وَرَأىٌ عِندَما تُنقَضُ الحُبَى، | وَتُرْعِدُ أشْبَاهُ الخُطوبِ وَتُبرِقُ |
وَمَا النّاسُ إلاّ سِرْبُ خَيْلٍ، فمنهُمُ | على لَوْنِ أسلافٍ قَدُمْنَ وَمُبلِقُ |
إذا سَارَ في ابْنَيْ مالِكٍ قَلِقَ القَنَا | على جَبَلٍ، يَغشَى الجِبَالَ، فتَقلَقُ |
عَفَارِيتُ هَيْجاءٍ، كأنّ خَميسَهمْ | به، حينَ تَلقاهُ الكَتائبُ، أوْلَقُ |
هُمُ نَصَرُوا ذاكَ اللّوَاءَ، وَقد غَدَتْ | ذَوَائِبُهُ فَوْقَ الذّوَائِبِ، تَخفُقُ |
فلَمْ يَبقَ، في حَيثُ الصّعاليكُ، مُخبرٌ | عنِ القوْمِ، كيفَ استَجْمعُوا ثمّ فُرّقوا |
وَيَوْمَ رَأى الأكْرَادُ بَرْقَ سِنَانِهِ | يَتُجُّ دَماً فيهمِْ، فَوَبْلٌ، وَرَيّقُ |
تَوَلّوا، فَهَامٌ بالفِرَارِ مُعَيَّرٌ | دُهُوراً، وَهَامٌ بالسّيوفِ مُفَلَّقُ |
أبَا جَعفَرٍ هَذِي مَساعيك غَضّةً، | وَهَذا لِسَاني قَاطِعُ الحَدّ، مُطلَقُ |
نَطَقْتُ، فأفحَمتُ الأعادي، وَلم يكن | ليُفحِمَني جُمهُورُهمْ، حينَ َينْطِقُ |
بِكُلّ مُعَلاّةِ القَوَافي كَأنّهَا، | إذا أُنْشِدَتْ في فَيْلَقِ القَوْمِ، فَيلَقُ |
فَلا عَرْفَ إلاّ عِندَ مَنْ باتَ شكرُهُ، | لبُعدِ التّنَائي، مُشئِماً وَهوَ مُعرِقُ |
تَمَنّى رِجَالٌ أنْ تُضَامَ مَطالبي، | فتَكْدَرَ في جَدوَاكَ، ثمّ تَرَنَّقُ |
وَفَاؤكَ سِتْرٌ دونَ ذَلِكَ مُسْبَلٌ، | وَجُودُكَ بَابٌ، دونَ ذلكَ، مُغلَقُ |
تُبَادِرُ في الإِفْضال، حَتّى كَأنّمَا | تُجارِي رَسيلاً فيهِ قَد كادَ يَسبِقُ |
وَمَا للعُلاَ مِنْ طالِبٍ فتَمَهّلَنْ، | وَلَوْ طُلِبَتْ ما كانَ مثلُكَ يَلحَقُ |