سلاها كيف ضيعت الوصالا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَلاها كيْفَ ضَيّعَتِ الوِصَالا، | وَبَتّتْ منْ مَودّتِنا الحِبَالا |
وَأضْحَتْ بالشّآمِ تَرَى حرَاماً | مُوَاصَلَتي، وَهِجْرَاني حَلالا |
هَلِ الحَسْناءُ مُخْبِرَتي: أهَجْراً | أرادَتْ بالتجنّبِ، أمْ دَلالا |
ذَكَرْتُ بِها قَضِيبَ البَانِ لَمّا | بَدَتْ تخْتالُ، في الحُسنِ، اختِيالا |
تُشاكِلُه ُاهْتِزَازاً و انْعِطاَفاً، | وَتَحْكِيهِ قَوَاماً، وَاعْتِدالا |
وَلي كَبِدٌ تَلِينُ على التَّصَابي | وَتَأْبَي في الهَوَى إِلاَّ اشْتِعَالاَ |
وعَيْنٌ لَيْسَ تَأْلوني انْسِكاباً، | وقَلْبٌ لَيْسَ يأْلُوني خَبَالاَ |
وَقَدْ عَلَمِ الوُشَاةُ ثَباتَ عَهْدِب | إِذا عَهْدُ الَّذي أَهْواهُ حَالا |
وَإنّي لمْ أزَلْ كَلِفاً بِلَيْلى، | على كرْهِ الوشَاةِ، وَلَنْ أزَالا |
فَلَمْ أعْدُدْ هَوَايَ لَهَا سَفاهاً، | وَلا وَجْدي القَديمَ بهَا ضَلالا |
أميرَ المُؤمِنينَ، وَأنْتَ أرْضى | عِبَادِ الله، عِنْدَ الله، حَالا |
رَدَدْتَ الدّينَ مَوْفوراً، مَصُوناً، | وَقَبْلَكَ كانَ مُنتَقصَاً مُذَالا |
إذا الخُلفَاء عُدّوا يوْمَ فَخْرٍ، | وَبَرّزَ مَجْدُهُمْ، فسَما وطَالا |
غَدَوْتَ أجعلّهُمْ خَطَرَاً، وذِكْرا | وأَعْلاَهُم، وَأشرَفهُمْ فَعَالا |
وَما حُسِبَتْ نَوَاحي الأرْضِ، حتى | مَلَكْتَ السهْلَ، منها، وَالجِبالا |
بِوَجْهٍ يَمْلأ الدّنْيَا ضِيَاءً، | وكَفّ تَمْلأ الدّنْيَا نَوَالا |
أَرَى الحَوْلَ الجَديدَ جَرَى بِسَعْدٍ | وحالَ بأَنعُمٍ لك حِينَ حَالاَ |
فُتُوحٌ يُدرِكْنَمِنَ النّوَاحي، | كمَا ادَّرَكَ السّحابُ، إذا تَوَالى |
يُحَسِّنُ منْ مديحي فِيكَ أنّي، | مَتى أعْدُدْ عُلاكَ أجِدْ مَقالا |
وَلَسْتُ أُلامُ في تَقْصِير شكْري، | وَقَدْ حَمّلْتَني المِنَنَ الثّقَالا |
لَقَدْ نَوّهْتَ بي شَرَفاً وغْرباً، | وَقَدْ خَوّلْتَني جَاهاً وَمالا |
وَما ألْفٌ بِأكْثَرِ ما أُرَجّي، | وَآمُلُ مِنْ نَداكَ، إذا تَوَالَى |
إذا سَبَقَتْ يَداكَ إلى عَطاءٍ، | أمِنّا الخُلْفَ عِنْدَكَ، وَالمِطالا |
وَإنْ يَسّرْتَ للمَعْرُوفِ قَوْلاً، | فَإنّكَ تُتْبِعُ القَوَلَ الفَعَالا |
رأَِيْتُ اليُمْنَ والبَركاتِ لَمّا | رَأيْتُ بَياض وَجهِكَ، وَالهِلالا |