إلي أي سر في الهوى لم أخالف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إلي أيّ سِرٍّ في الهَوَى لمْ أُخَالِفِ، | وأيِّ غَرَامٍ عندَهُ لمْ أُصَادِفِ |
وَلي هَفَوَاتٌ باعِثاتٌ لي الجَوَى، | يُعَرِّضْنَني مِن بَرْحِهِ للمَتَالِفِ |
كأنّ العُيُونَ الفاتِنَاتِ، تَعَاوَنَتْ | على تِرَةٍ عِنْدَ العُيُونِ الذّوَارِفِ |
فإنْ أسْلُ أُلاّفَ الصّبا، فبِعُقْبِ مَا | غَنيتُ،وساحاتُ الصّبا مِنْ مَآلِفي |
أرَى ثِقَةَ الرّاجي مُوَاصَلَةَ المَهَا، | تَكَاءَدَها، أوْ آدَهَا شَكُّ خَائِفِ |
كَأنّ النّوَى يَكْذِبْنَهُ نَحْبَ ناذِرٍ | يُقَضّينَ مِنْهُ، أوْ ألِيّةَ حَالِفِ |
إذا مَا لَقَيْنَاهُنّ، والشّيْبُ شَفْعُنَا، | تَغَابَيْنَ، أوْ كَلّمْنَنَا بالسّوَالِفِ |
لَئِنْ صَدَفَتْ عَنّا، فَرُبّةَ أنفُسٍ | صَوَادٍ إلى تلكَ الخُدودِ الصّوادِفِ |
فَلَيْتَ لُبَانَاتِ المُحِبّ رُدِدْنَ في | جَوَانِحِهِ، أوْ كُنّ عِندَ مُساعِفِ |
وَمَا شَعَفُ المَشْعُوفِ إلاّ بَلِيّةٌ | عَلَيْهِ، إذا لمْ يُعْطَ تَنْوِيلَ شَاعِفِ |
بَدأتُ بحَقّ الأصْدِقَاءِ وَلَمْ أكُنْ | لأجْعَلَهُ لَفْقاً لِحَقّ المَعَارِفِ |
وَسَاوَيْتُ بَينَ القَوْمِ في شكرِ سَيْبِهِمْ، | وَهُمْ دَرَجٌ مِنْ سُوقَةٍ وَخَلاَئِفِ |
أُعَدُّ بإنْصَافِ الخَليلِ، تَفَضّلاً، | ,إِنَّ منَ الإفْضَالِ بَعضَ التّنَاصُفِ |
وَكم من أُناسٍ عِفْتُ أوْ عِبتُ زَارِياً | على عُنْجُهِيّاتٍ لَهُمْ، وَعَجَارِفِ |
يُرَوْنَ، بساعَاتِ العطايا، تَفَاقَدُوا | مَخَايِلَ ساعاتِ المَنايا الحَوَاتِفِ |
إذا طُوِيَ الفِتْيَانُ عَنْكَ، فأُشكِلَتْ | مَقَادِيرُهُمْ، فاعرِفْهُمُ بالعَوَارِفِ |
قَضَيْتُ لإسْحَاقَ بنِ يَعْقُوبَ بالنّدى | قَضِيّةَ لا الغَالي، وَلاَ المُتَجَانِفِ |
أبيٌّ، إذا حَامَتْ يَداهُ عَلَى العُلَا، | تَبَيّنْتَهُ فيها نَبيهَ المَوَاقِفِ |
يُبادِرُ غاياتٍ منَ المَجْدِ، طَوّحتْ | بِهِ خَلفَ غاياتِ الرّياحِ العَوَاصِفِ |
إذا قيلَ للقَوْمِ: اقدُرُوها بظَنّكم! | ألاحُوا مِنِ استِئنافِ تلكَ التّنايِفِ |
يُؤدّي إلى بُعْدِ المَدى سَبقُ بالغٍ، | إذا استَشْرَفُوا مِنهُ دُنُوَّ مَشارِفِ |
بأقصَى رِضَانَا أنْ يَعَضّ حَسُودُهُ، | عَلى رُغُمٍ في، كَفَّ غَضْبَانَ آسِفِ |
وَمَا تُلُدُ المَعْرُوفِ بالمُغْنِيَاتِهِ | عَنِ المْجدِ أنْ يَزْدادَهُ بالطّوَارِفِ |
وأينَ لَهَا بالهَضْبِ تَسْمُو فُرُوعُهُ | قَرَارَاتِ قِيعَانِ الصّرِيمِ الصّفاصِفِ |
جَمَعتُ بهِ شَملَ الرّجاءِ، وَلم أمِلْ | إلى بِدَدٍ مُرْفَضّةٍ وَطَوَائِفِ |
وأوْقَعْتُ حِلْفاً بَينَ شِعْرِي وَجُودِهِ، | إذا لمْ تُناسِبْ في الثّراَءِ، فَحالِفِ |
طَرَائِفُ مِنْ حُرّ القَرِيضِ يَرُدُّها، | مُقَابَلَةً، مِنْ رِفْدِهِ بالطّرَائِفِ |
إذا ما طِرَازُ الشّعْرِ وَافَاهُ جَاءَنَا | غَرِيبَ طِرازِ السّوسِ، سَبطَ الرّفَارِفِ |
نُكَرّرُ بَيْعَ الوَشْيِ بالخَزّ مُثْمَناً، | وَقَيْضَ البُرودِ عِنْدَناُ بالمَطارِفِ |
وَلَوْ كَانَ في أرْضِ الرّقيقِ أمَارَنَا، | منَ الوُصَفَاءِ، كَثرَةً، والوَصَائِفِ |
صَنَاعُ يَدٍ في الجُودِ، حيثُ تَوَجّهتْ | أرَتْ عَجَباً مِنْ حُسنِهَا المُتَضَاعِفِ |