إن ألأمير أبا علي أصبحت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إِنَّ ألأَميرَ أَبا عَليٍّ أَصْبحَت | كَفَّاهُ قَدْ حَوَتِ المَكَارمَ والعُلاَ |
حَاطَ الخِلاَفةَ ذَئِداً عَنْ عِزِّها | وكَفَى الخَليفةَ مَا أَهَمَّ وأَعْضَلاَ |
سَيْفٌ عَلَى أَعدَائِهِ ، لا تَنْجَلِي | ظُلَمُ الخُطُوبِ السُّودِ حَتَّى يُجْتَلَى |
تَثْنَِي بوَادِرَهُ الأَنَاةُ ، ورَبَّما | سَارتْ عزِيمتُهُ ، فَكاَنَتْ جَحْفَلاَ |
تَقِفُ المَوَالي حَجْرَتَيْهِ فإِنْ غَدَا | أَغْدَى لُيُوثاً ما تُرَامُ وأَشْبُلاَ |
قَدْ جَرَّبَ الأَعْدَاءُ مِنْ وَقَعَاتِهِ | مَا كَفَّ غَرْبَ الخَالِعِينَ ونَكَّلا |
كَمْ سادِرٍ في الغَيَِ ذَمَّ فِعَالَهُ | لَمَّا هَوَى تَحْتَ السُّيُوفِ مُجَدَّلاَ |
كَأَبِي نُمَيْرٍ إِذْ تَتَابَعَ غيُّهُ | وغلاَ به من فَرطِ بَغْيٍ ما غَلاَ |
قَطَعَتْهُ وَقْعةُ مَشْرَفيٍّ صَارِمٍ | أَعْيَا لَهَا جُثْمانُهُ أَن يُوصَلاَ |
وغَدَتْ به نِصْفَيْنِ قد فُصِلاَ عَلَى | حَدَقٍ تَوَخِّى قَاسِمٍ أَن يَعْدِلاَ |
يَتَأَمَّلُ الأَقوامُ إِذْ حَدَقوا بهِ | نِصْفَيْنِ أَيُّهُمَا يَرَوْنَ الأَطْوَلاَ |
قَدْ قُلْتُ لِلعَرَب، اشْكُرُوا ذَا أَنْعُمٍ | أَوْلاَكُمُوها صَافِحاً ومُنَوِّلاً |
عَجِلَتْ مَوَاهِبُهُ لَكُمْ فَتَسَرَّعَتْ | وتَثبَّتَتْ خُطُوَاتُهُ أَنْ تَعْجَلاَ |
حَقَنَ الدِّمَاءَ، ولو يَشَاءُ هَرَاقَها | جَزْلَ العَطَليا حَامِلاً مَا حُمِّلاَ |
صَلُحَت بهِ أَسْبَابُ قَوْمً لَمْ يَكُنْ | إِلاَّ التُّقَى بِصَلاَحِهَا مُتَكَفّلاَ |
شَمَلَ الثُّغُورَ بِدِيمةٍ مِنْ جُودِهِ | سَمْحٍ ، وذَلَّلَ حِمْصَ فِيمَا ذَلَّلاَ |
أَصْحَبْتُهُ ، أَمَلِي ، وَمِثْلُ خِلاَلِهِ | كَرُمَتْ ، فأَعْطَتْ رَاغِباً مَا أَمَّلا |
وَرَجَوْتُ أَنْ يُعْطَى بِقسْطِ فُتُوحِهِ | فَيُخَوَّلَ الشَّامَاتِ فيمَا خُوٍّلاَ |
لِيُقَوِّمَ المُعْوَجَّ مِنْ تَدْبِيرها ، | ويُعِيدَ مُدْبِرَ كلِّ أَمْرٍ مُقْبِلاَ |
وَلَرُبَّ رُتْبَةِ سُؤْدُدٍ شَفَعَتْ بِهِ | مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْعَى لها ويُؤَهَّلاَ |
َ انَ السَّحَابُ مُجانِباً لِبلاَدِنا | حَتَّى قَدِمْتَ فَجادَ فيهِ وأَسْبَلاَ |
فاسلَمْ لنا طَولَ الحيَاةِ مُؤَمَّراً ، | ومُؤَمَّلاً ، ومُعَظَّماً ، ومُبَجَّلاَ |