هل فيكم من واقف متفرس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هَلْ فيكُمُ مِنْ وَاقِفٍ مُتَفَرِّسِ، | بَعدي على نَظَرِ الظّبَاءِ الأُنَّسِ |
أثّرْنَ في قَلْبِ الخَليّ مِنَ الجَوَى، | وَمَلَكْنَ مِنْ قوْدِ الأبيّ الأشْوَسِ |
مِنْ كُلّ مُرْهَفَةِ القَوَامِ غَرِيرَةٍ، | جُعِلَتْ مَحَاسِنُهَا هَوًى للأنْفُسِ |
تَغْدُو بعَطْفَةِ مُطْمِعٍ، حتّى إذا | شُغِلَ الحَليُّ ثَنَتْ بصَدْفةِ مُؤِيسِ |
شاهَدْتُ أيّامَ السّرُورِ، فَلَمْ أجدْ | يَوْماً يَسرُّ كيَوْمِ دَعوَةِ يُونُسِ |
أدْنَى مَزَارٍ وَسْطَ أحْسَنِ بُقْعَةٍ، | وأجَلُّ زُوّارٍ لأبْهَى مَجْلِسِ |
في رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ يُشرِقُ نَوْرُهَا، | تُسْقَى مُجَاجَاتِ الغُيُومِ البُجَّسِ |
فَخَرَ الرّبيعُ على الشّتَاءِ بِحُسْنِها، | وَكَفَى حضُورُ الوَرْدِ فَقْدَ النّرْجسِ |
لا تَسْقِيَانِي بالصّغِيرِ، فإنّهُ | يَوْمٌ تَلِيقُ بِهِ كِبَارُ الأكْؤسِ |
إسْعَدْ، أمِيرَ المُؤمِنِينَ، بِدَوْلَةٍ | تَغدُو عَلَيْكَ بكُلّ حَظٍ مُنفِسِ |
فَلِحُسْنِ وَجْهِكَ في القُلُوبِ مَحَلّةٌ | خُصّتْ إلى جَذَلٍ، بها مُتَلَبِّسِ |
بَدْرٌ لَنَا، فَمَتَى عَرَتْنَا وَحْشَةٌ | جَلّيْتَهَا بِضِيَاءِ وَجْهٍ مُؤنِسِ |