أرشيف الشعر العربي

تعست فما لي من وفاء ولا عهد

تعست فما لي من وفاء ولا عهد

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
تعست، فما لي من وفاء ولا عهد ولست بهل من أخلاي للود
ولا أنا راع للإخاء، ولا معي حفاظ لذي قرب لعمري ولا بعد
ولا أنا في حكم الوداد بمنصف ولا صادق فيما أؤكد من وعد
ولا لي تمييز، ولست بمهتد سبيلا يؤدي في التصافي إلى القصد
ولا في خير يرتجيه معاشري ولا أنا ذو فعل سديد ولا رشد
ولا واصل، من غاب عني نسيته وإن وصل الإخوان كافأت بالصد
وإن كاتبوني لم أجبهم بلفظة فهذي خلال قد خصصت بها وحدي
كأني إذا بان الصديق عدوه وحين ألاقيه فأطوع من عبد
وما ذاك أني زائل عن مودة ولا ناقض يوما لعهد ولا عقد
ولكن طبعاً ليس لي فيه حيلة ولا مذهب في الهزل عندي ولا الجد
فللناس من مثلي إذا كنت هكذا قطوعاً، منوعا، جافيا، مائتا بد
ولو كان إخواني إذا ما قطعتم يجاوزن بالهجران هجراً وبالصد
ويسلون عن ذكري ويحسبونني صديقاً، ويولوني الجفاء على عمد
لتبت، ولكني بليت بمعشر من السادة الغر الكرام ذوي المجد
فقد أفسدوني باحتمال تلوني وكثرة تغييري على كل ذي ود
وزادوا ببذل الصفح عن كل زلة أتيت بها والعفو في كل ما أبدي
فما نفع التوبيخ من ذي مودة ولا لومة يغني ولا عتبه يجدي
فمن كان ذا صبر على ما وصفته فقد فاز بالأجر الجزيل وبالحمد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (البحتري) .

ومجر على الأوتار صوتا يجاوبه

وصل تقارب منه ثم تباعد

ألم ترني بليت بشر قوم

يا أست وهب بن سليما

سهر أصابك بعد طول نعاس


ساهم - قرآن ١