تعود عوائد الدمع المراق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَعُودُ عَوَائِدُ الدّمْعِ المُرَاقِ، | عَلى مَا في الضّلُوعِ منِ احْتِرَاقِ |
لَقَدْ رَأتِ النّوَاظرُ، يَوْمَ سُعدَى، | وَيَالاً تُسْتَهَلُّ لَهُ المَآقي |
بإنْفَاسٍ تَرَقّى عَنْ دَخِيلِ الـ | ـجَوَى حتّى تَعَلّقَ في التّرَاقِي |
وأحْشَاءٍ أرَقَّ عَلى التّصَابي، | وأدْمَى مِنْ مَجَاسِدِها الرّقَاقِ |
وَقَدْ رَحَلتْ، وَمَا افْتَكَّّتْ أسِيراً، | يُفالِتُ لُبَّهُ عَنَتُ الوِثَاقِ |
بِبُرْقَةِ ثَهْمَدٍ، وَلَرُبّ شَوْقٍ | تَصَبّاني إلى أهْلِ البُرَاقِ |
أُلِيمُ إِلى العَذولِ وتَغْتَلِي بِي | معَاذيِري الكَوَاذِبُ واخْتِلاَقِي |
وَكَمْ قَدْ أغفَلَ العُذّالُ عندي | مِنِ اسْتِئْنَافِ بَثٍّ، واشتِيَاقِ |
ومِنْ سَحَرِيَّةٍ دَالَجْتُ فِيها | تَرَنُّمَ قَيْنَةٍ وهُبُوبَ سَاقٍ |
فَلَمْ يَدَعِ اصْطِبَاحِي فيّ فَضْلاً | يُؤدّيني إلى أمَدِ اغْتِبَاقِي |
أقُولُ بِصَاحِبٍ خَلّيْتُ عَنْهُ | يَدي، إذْ مَلّ أوْ سَئِمَ اعتلاقي |
فِرَاقٌ مِنْ جَفَاءٍ حَالَ بَيْني | وَبَيْنَكَ أمْ فِرَاقٌ مِنْ فِرَاقِ؟ |
وَإغْبَابُ الزّيَارَةِ فيهِ بُقْيَا | وَدادِكَ، واسترَاحَةُ عظمِ ساقي |
وكُنّا بالشّآمِ، إخَالُ، خَيراً | لِرَعْيِ العَهِْد منّا بالعِرَاقِ |
أقَلَّ وَفَاءُ أرْضِكَ أمْ تَجَازَتْ | خَلاَئِقَ غَيرَ وَافيَةِ الخَلاقِ؟ |
فَلا تَتَكَلّفَنّ إليّ وَصْلاً، | تُلاقي مِنْ هَوَاهُ مَا تُلاقي |
مَتَى تَرِدِ التّزَيُّلَ تَعْتَرِفْني | قَصِيرَ الذّيْلِ، مَشدودَ النّطاقِ |
وإنّي، حينَ تُؤذِنُني بصُرْمٍ، | رَبيطُ الجأشِ، مُتّسِعُ الخِنَاقِ |
أُرَى عَبدَ الصّديقِ، فإنْ تَحَلّى | بظُلْمٍ، فارْجُ عَتْقي، أو إبَاقِي |
وَلَنْ تَعْتَادَني أشْكُو مَقَاماً | على مَضَضٍ، وفي يَديَ انْطِلاقي |
وَلَيسَ العُرْسُ في نَفسِي بأحلى | مَعَ العِرْسِ الفَرُوكِ من الطّلاقِ |
وَكَمْ قَد أُعْتِقَتْ من رِقّ مُكثٍ | خُطَى هَذي المُخَزَّمَةِ، العِتاقِ |
فِرَاقٌ يُعْجِلُ الإِيشَاكُ مِنْهُ | عن التَّسْلِيم فيهِ والعِنَاقِ |
لَعَلّ تَخَالُفَ الطِّيّاتِ مِنّا | يَعُودُ لَنَا بقُرْبٍ واتّفَاقِ |
فَلَوْلا البُعْدُ ما طُلِبَ التّداني، | وَلَوْلا البَيْنُ ما عُشِقَ التّلاقي |
وَخُسْرَانُ المَوَدّةِ في السّجايا، | كخُسرَانِ التّجَارَةِ في الوِرَاقِ |
وَحَقٌّ مَا تَأمّلْنَا هِلالاً | بأقصَى الأُفقِ، إلاّ عن مِحَاقِ |
فإلاّ نَقْتَبِلْ عَهْداً رَضِيّاً | بعَيداً مِنْ نُبُوٍّ، وانفتِيَاقِ |
فَقَدْ يَتَعَاشَرُ الأقْوَامُ حِيناً | بِتَلْفيقِ التّصنّعِ، والنّفَاقِ |
وَتأتي الدّلْوُ مَلأى، بَعدَ وَهْيٍ | مِنَ الأوْذَامِ فيها، والعَرَاقي |
فَلا تَبْعَدْ لَيَالينَا الخَوَالي، | وَفَائِتُ عَيْشِنا العَذبِ المَذاقِ |