أمحلتي سلمى بكاظمة أسلما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمَحلّتَيْ سَلمَى، بكاظمةَ، أسلَما، | وَتَعَلّمَا أنّ الجَوَى ما هِجْتُمَا |
هَلْ تَرْوِيَانِ، منَ الأحبّةِ، هائماً، | أوْ تُسعِدَانِ، على الصّبَابَةِ، مُغرَمَا |
أبكيكُما دَمعاً، وَلَوْ أنّي عَلَى | قَدَرِ الجَوَى أبكي بكَيتُكُما دَما |
أينَ الغزَالُ المُستَعِيرُ مِنَ النّقَا | كَفَلاً، وَمنْ نَوْرِ الأقاحي مَبسِما؟ |
ظَمِئَتْ مَرَاشِفُنَا إلَيهِ، وَرَيُّهَا | في ذلكَ اللَّعَسِ المُمَنَّعِ واللَّمَى |
مُتَعَتِّبٌ في حَيثُ لا مُتَعَتَّبٌ، | إنْ لمْ يَجدْ جُرْماً عَليَّ تَجَرّما |
ألِفَ الصّدُودَ، فَلَوْ يَمُرُّ خَيالُهُ | بالصّبّ في سِنَةِ الكَرَى، ما سلّما |
خُلّفتُ بعدَهُمُ أُلاحِظُ نِيّةً | قَذَفاً، وأنْشُدُ دارِساً مُتَرَسَّمَا |
طَلَلاً أُكَفْكِفُ فيهِ دَمعاً مُعرِباً | بدَمٍ وأقرَأُ فيهِ خَطّاً أعجَمَا |
تأبَى رُبَاهُ أنْ تُجيبَ، وَلم يكنْ | مُستَخبرٌ ليُجيبَ حَتّى يَفْهَمَا |
ألله جارُ بَني المُدَبِّرِ، كُلَّما | ذُكرَ الأكارِمُ ما أعَفَّ، وأكرَمَا |
أخَوَانِ في نَسَبِ الإخَاءِ لعِلّةٍ، | بَكَرَا، وَرَاحَا، في السّمَاحَةِ، توْءَما |
يَسْتَمْطِرُ العافُونَ، منْ نَوْأيهِما، الـ | ـشِّعرَى العَبُورَ غَزَارَةً، والمِرْزَمَا |
غَيثانِ، أصْبحتِ العرَاقُ لوَاحِدٍ | وَطَناً، وَغرّبَ وآخَرٌ ، فتَشَأمَا |
وَلَوَ أنّ نَجدَةَ ذاكَ، أوهذا لنَا | أمَمٌ، لأدرَكَ طالِبٌ ما يَمّمَا |
قد كانَ آنَ لمُغمَدٍ أنْ يُنتَضَى | في حادِثٍ، وَلغائِبٍ أنْ يَقْدُما |
إنّي وَجَدْتُ لأحمَدَ بنِ مُحَمّد | خُلُقاً، إذا خَنَسَ الرجالُ، تَقَدّما |
مُتَقَلْقِلُ العزَماتِ في طَلَبِ العُلاَ، | حتى يكونَ، على المَكَارِمِ، قَيّما |
المُسْتَضَاءُ بوَجْهِهِ وَبِرَأيِهِ، | إنْ حَيرَةٌ وَقعت وَخَطبٌ أظلَمَا |
ألقَى ذِرَاعَيْهِ، وأوْقَدَ لحظَهُ | بدِمَشقَ، يَعتَدُّ النّوَائبَ أنْعُمَا |
مُستَصغِرٌ للخَطبِ يَجمَعُ عََزْمَهُ | لُملِمّةٍ، حتّى يَرَى مُستَعْظَمَا |
تَقَعُ الأُمُورُ بجَانِبَيْهِ،كأَنّمَا | يَبْغِينَ رَضْوَى أو يرُمنَ يَرَمْرَمَا |
كَلِفٌ بجَمعِ الخَرْجِ، يُصْبحُ لُبُّهُ | مُتَفَرِّقاً في إثْرِهِ، مُتَقَسَّمَا |
شَغَلَ المُدافعَ عَن مَحَالَةٍ كَيدِهِ، | وأذَلّ جَبّارَ البِلادِ الأعْظَمَا |
بَخَعُوا بحَقّ الله في أعناقِهِمْ، | لَمّا أُتَيحَ لَهُمْ قَضَاءً مُبرَمَا |
لمْ يَغْبَ عن شيءٍ فيَظْلمَُه، وَلمْ | يَأْبَِ الذي حَدّ الكِتابَ، فيَظلِمَا |
أبْلِغْ أبا إسحاقَ تُبْلِغْ لاغِباً | في المَكْرُمَاتِ مُعَذَّلا وَمُلَوَّمَا |
تأْبي طَلاَقَتَكَ التي أجْلُو بها | نَظري إذا الغَيمُ الجَهَامُ تجَهّمَا |
وَقديمُ ما بَيْني وَبَيْنَكَ، إنّهُ | عَقْدٌ، أُمِرَّ على الزّمانِ، فأُحكِما |
كنتَ الرّبيعَ، فلا العَطاءُ مُصرَّداً | مِمَّا يَليكَ، ولا الإخَاءُ مُذَمَّما |
فالدّهْرَ يَلْقاني لسَيْبِكَ شاكِراً، | إذْ كُنتُ لا ألقاكَ إلا مُنْعِمَا |
قد طَالَ بي عَهدٌ وَهَزّ جَوَانحي | شَوْقٌ، فجئتُ من الشّآمِ مُسَلِّمَا |