أقول لعنس كالعلاة أمون
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أقُولُ لعَنْسٍ، كالعَلاة، أمُونِ | مُضَبَّرَةٍ، في نِسْعَةٍ وَوَضِينِ |
تَقي السّيرَ، إنْ جاوَزْتِ قِلّةَ ساطحٍ، | وَضَمَّكِ في المَعرُوفِ بَطنُ طَرُونِ |
وَلا تُوغلي في أرْسَنَاسَ، فتَعثُرِي | بمُنْدَرِسِ الأحْجَارِ ثَمّ دَفينِ |
فَغَيرُ عَجيبٍ إنْ رَأيْتِهِ أنْ تَرَيْ | تَلَهُّبَ ضَرْبٍ في شَوَاكِ مُبِينِ |
حَنيني إلى ذاكَ القَليبِ، وَلَوْعَتي | عَلَيْهِ، وَقَلّتْ لَوْعَتي وَحَنيني |
أعاذِلَتي! ما الدّمعُ من فَرْطِ صَبوَةٍ، | وَلا مِنْ تَنَائي خِلّةٍ، فَذَرِيني |
وَلا تَسْألي عَمّا بكَيْتُ، فَإنّهُ | عَلى مَاءِ وَجْهِي جَادَ مَاءُ جُفُوني |
خَلا أمَلي مِنْ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ، | وَأوْحَشَ فكرِي بَعدَهُ، وَظُنُوني |
فَوَاسَوْءَتي تُرْدَى وَأحيا، وَلم أكنْ | على عِذْرَةٍ مِنْ قَبْلِها بظَنينِ |
وَكانَ يَدي شُلّتْ وَنَفسِي تُخُرّمتْ، | وَدُنيايَ بانَتْ، يوْمَ بَانَ، وَديني |
فَوَا أسَفي ألاّ أكونَ شَهِدْتُهُ، | فَخَاسَتْ شِمَالي عِنْدَهُ وَيَميني |
وَألاّ لَقيتُ المَوْتَ أحْمَرَ دُونَهُ، | كمَا كانَ يَلقى الدّهرَ أغبرَ دوني |
وَإنّ بَقَائي بَعْدَهُ لَخِيَانَةٌ، | وَمَا كُنْتُ يَوْماً قَبْلَهُ بِخَئُونِ |
فَلا ثَارَ حتّى تَطلُعَ الخَيلُ مُرْتَقَى | خُوَيْتٍ، بأُسدٍ، في السَّنَوَّرِ، جُونِ |
وَحتّى تُصِيبَ المُرْهَفَاتُ، بساطحٍ، | شِفاءَ النُّفوسِ، مِنْ طُلًى وَشُؤونِ |
وَحَتّى تُحَشَّ النّارُ ما بَينَ أرْزَنٍ، | وَأرْضِ جُوَاخٍ، من قُرًى وَحُصُونِ |
وَحتّى يَنالَ السّيفُ موسَى، فيَختلي | جُزَازَةَ عِلْجٍ، بالتُّخومِ، سَمينِ |
أألله! تَرْجونَ البَقاءَ، وَقد جَرَتْ | دِمَاءٌ لَنَا فيكُمْ قَضَينَ لحِينِ |
فَأيْنَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ، فإنّهُ | كَفيلي على مَا ساءَكُمْ، وَضَميني |
ستَأتيكُمُ الجُرْدُ الخَناذيذُ تَقتَرِي | جُنُوبَ سُهُولٍ، في الفَلا، وَحُزُونِ |
عَوَابِسُ تَغشَى الرّوْعَ في كلّ ماقطٍ، | مُنَاقِلَةً فيهِ بِأُسْدِ عَرِينِ |
طَوَالبُ ثَارٍ من فتًى غَيرِ وَاهِنٍ، | وَلا وَكِلٍ، في النّائِبَاتِ مَهِينِ |
مُعَارِكُ حَرْبٍ، ما يَزَالُ مُوَكَّلاً | بقُطْبِ رَحًى، للدّارِعينَ، طَحونِ |
وَسائسُ جَيشٍ يُرْجعُ الحزْمَ وَالحِجى | إلى شِدّةٍ، مِنْ جانِبَيْهِ، وَلِينِ |
رَأى المَوْتَ رَأيَ العَينِ، لا سِترَ دونَه، | وَما موْتُ شَكٍّ مثلُ مَوْتِ يَقينِ |
وَقيلَ انْجُ مِنْ غَمّائِها، فأبَتْ لَهُ | سَجيّةُ شكسٍ، في اللّقاءِ، حَرُونِ |
وَلَمّا استَخَفّوا للنَّجَاءِ تَوقَّّرَتْ | جَوَانِبُ ثَبْتٍ للسّيُوفِ، رَكِينِ |
وَقَى كَتِفَيْهِ، وَالرّمَاحُ شَوَارِعٌ، | بِثُغْرَةِ نَحْرٍ وَاضِحٍ، وَجَبينِ |
أأنْسَاكَ، أوْ أنْسَى مُصَابَكَ، بعدَما | عَلِقْتُ بحَبْلٍ، مِنْ نَداكَ، مَتِينِ |
وَلَوْ كُنتَ ذا عِلْمٍ بفَرْطِ صَبابَتي، | وَمَا عِلْمُ ثَاوٍ في التّرَابِ، دَفِِينِ |
تَيَقّنْتَ أنّ العَينَ جِدُّ غَزِيرَةٍ | عَلَيْكَ، وَأنّ القَلْبَ جِدُّ حَزِينِ |
إذا أنَا لمْ أشكُرْكَ نُعمَاكَ بالبُكَا، | فلَسْتُ، على نُعمَى امرِىءٍ، بأمينِ |