ألما فات من تلاق تلاف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألِمَا فَاتَ مِنْ تَلاقٍ تَلافِ، | أمْ لشاكٍ مِنَ الصّبَابَةِ شَافِ |
أمْ هوَ الدّمعُ عن جوَى الحبّ بادٍ، | وَالجوَى في جَوَانِحِ الصّدْرِ خافِ |
وَوُقُوفٍ على الدّيارِ، فمِنْ مُرْ | تَبَعٍ شائِقٍ، وَمِنْ مُصْطَافِ |
عوَضٌ منهُمُ خَسيسٌ، وَقَد حلّوا | اللّوَى، مَنزِلٌ، بوَجرَةَ، عافِ |
لمْ تَدَعْ فيهِ مُبْلِيَاتُ اللّيَالِي | غَيرَ نؤْي تَسفي عَلَيهِ السّوافي |
وأثَافٍ، أتَتْ لَهَا حُجُجٌ، دونَ | لَظَى النّارِ، مُثَّلٌ كالأثَافي |
قَمَرٌ في دُجُنّةِ اللّيْلِ يُوفي، | أمْ خَيالٌ، من عندِ سُعْدَى، يُوَافي |
مُسْعِفٌ بالذي مَتَى سُئِلَتْهُ، | عَدِمَتْ حَظَّهَا مِنَ الإسْعَافِ |
ألِشَيْءٍ تَسَخّطَتْهُ فأسْتَفْـ | ـرِغَ قَصرِي عن سُخطِها وانصِرَافي |
واعترَافي بما اقتَرَفْتُ، فَكَمْ قَدْ | ذَهَبَ الإعْتِرَافُ بالإقْتِرَافِ |
عَجِبَ النّاسُ لاعتِزَالي وَفي الأطْـ | ـرافِ تُغشَى مَنازلُُ الأشْرَافِ |
وَجُلُوسي عَنِ التّصَرّفِ، والأرْ | ضُ لمِثْلي رَحيبَةُ الأكْنَافِ |
لَيسَ عَنْ ثَرْوَةٍ بَلَغْتُ مَداها، | غَيرَ أنّي امرُؤٌ كَفَاني كَفَافي |
قَد رَأى الأصْيَدُ المُنَكِّبُ عَنّي | صَيَدي عَنْ فِنَائِهِ، وانحِرَافي |
وَغَبيُّ الأقْوَامِ مَنْ بَاتَ يَرْجُو | فَضْلَ مَنْ لا يَجُودُ بالإنْصَافِ |
إنْ تَنَلْ قُدْرَةً، فَقَد نِلْتَ صَوْناً، | والتّغَاني، بَينَ الرّجالِ، تَكافي |
صَافِ أمْثَالَ أحْمَدَ بنِ عَليٍّ، | تَعتَرِفْ فَضْلَهُ على مَنْ تُصَافي |
أرْيَحيٌّ، إمّا يُوَافِقُ ما تَهْـ | ـوَى، وإمّا يكفيكَ حرْبَ الخِلافِ |
أيُّ بَادي أُكْرُومَةٍ، أو مُرَوٍّ | بَينَ رأيَينِ، أوْ حَصَاةٍ قِذافِ |
إنْ أخَفَّ الكُتّابَ في الوَزْنِ غدرٌ، | رَجَحَتْ كِفّةُ الوَفيّ الوَافي |
نِعْمَ مَوْلى كِفَايَةٍ مِنْ أمِينٍ، | أوْ مُؤدّي أمَانَةٍ مِنْ كَافِ |
ما تَرَاهُ، وَعَفَّ في زَمَنِ الخَوْ | نِ، يُرَى منهُ في زَمَانِ العَفافِ |
هِمّةٌ تَرْذُلُ الدّنَايَا، وَنَفْسٌ | شَرُفَتْ إنْ تَهُمّ بالإشْرافِ |
وَعُلًى في الصَّهْبَذَينِ، وَدِدْنَا | أنّهَا في الزُّيُودِ والأعْوَافِ |
قَدّمَتْهُ قَوَادِمُ الرّيشِ مِنهُمْ، | حينَ خَاسَتْ بآخَرِينَ الخَوَافي |
رَهْطُ سابُورَ ذي الجُنُودِ، وَطُلاّ | بُ مَساعي سَابُورَ ذي الأكْتَافِ |
عُمّرُوا، يُخلِفُونَ باطلَ ما ظَنّ الـ | ـعِدَى بالوِقَافِ ثمّ الثِّقَافِ |
يا أبَا عَبدِ الله مَدّ لَكَ الله | بِنَاءَ العَلْيَاءِ مَدَّ الطِّرَافِ |
لَنْ يَفُوتَ الرّبيعُ إسكافَ ما أبْـ | ـنَنتَ، والنّهْرَوَانَ في إسكافِ |
وَلِيَتْ مِنْكُمَا بنَيْلٍ دِرَاكٍ، | مُغدِقٍ وَبْلُهُ، وَسَيْلٍ جُحَافِ |
إنْ بَلَوْنَاكَ كُنْتَ وَاحدَ أوْحَا | دٍ، لَهُمْ كثرَةٌ على الآلافِ |
بِتَقَصِّي الغَايَاتِ لا تُنْصِفُ الرِّيـ | ـحُ مَسَافَاتِها مِنَ الإزْحَافِ |
واجتِماع الأضْدادِ فيمَا تُوَالي | مِنْ أيَادٍ فِينَا ثِقَالٍ خِفَافِ |
شُهِرَتْ شُهْرَةَ النّجومِ وَسَارَ الـ | ـذّكْرُ منها في النّاسِ سَيرَ القَوَافي |