سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ | وَقَدْ حُطَّ عن وَجْهِ الصَّباحِ لِثامُهُ |
وَهَبَّتْ عَصافيرُ اللِّوَى فَتَكَلَّمَتْ | وَجاوَبَها فَوْقَ الأَراكِ حَمامُهُ |
وكنتُ وَأَصْحابي نَشاوَى مِنَ الكَرى | وَنِضْوي على الوَعْساءِ مُلْقى ً خِطامُهُ |
أُجاذِبُ ذِكْرَى العامِرِيَّة ِ نَعسَة ً | بِحيثُ الرُّقادُ الحُلْوُ صَعْبٌ مَرامُهُ |
فَما راعَني إلاّ الخَيالُ وَعَتْبهُ | وَفَجْرٌ نَضا بُرْدَ الظَّلامِ ابْتسامُهُ |
وَشُهْبٌ تَهاوَتْ لِلْغُروبِ كَأَنَّما | يُذابُ على الأفقِ النُّضارُ وَسامُهُ |
كأَنَّ ظَلامَ اللَّيلِ ، والنَّجْمُ جانِحٌ | إلى الغَرْبِ غِمْدٌ وَالصَبَّاحُ حُسامُهُ |
فَقُلْتُ لِصَحْبي إذْ وَشَى الدَّمعُ بالهَوى | وَأَظْهَرَ ما تُخْفي الضُّلوعُ انْسِجامُهُ |
دَعُوا ناظِري يَطْفو وَيَرْسُبُ في دَمٍ | فَلَولاهُ ما أَلْوى بِقَلبي غَرامُهُ |
ولا تَعْذُلوني فَالهَوى بَغْلِبُ الفَتى | ولا يَنْثَني عَنْهُ لِلَومٍ يُلامُهُ |
لَعَزَّ على حَيٍّ بِنَعْمانَ نازلٍ | مَطافُ أَخيهمْ بالحِمى وَمُقامُهُ |
يَهيمُ بِمَكْحولِ المَدامِعِ شادِنٍ | يَهيجُ زَئيرَ العَامِريِّ بُغامُهُ |
وَيَخْضَعُ في كَعْبٍ لِغَيْرانَ يَحْتَمي | بِجارٍ خُزَيْمِيِّ الإباءِ سَوامُهُ |
ولوزَ بَّنَتهُ الحَرْبُ طارَت أُفيرخٌ | مَجاثِمُها تَحْتَ المَغافرِ هامُهُ |
أَيَخْشَى العِدا والدَّهرُ قُوِّمَ دَرؤُهُ | بِعُثْمانَ مَرْميّاً إليه زِمامُهُ |
فَلَوْ ناوَلَ الأَقْمارَ أَطْرافَ ذِمَّة ٍ | إذاً لَوَقاهُنَّ المَحاقَ ذِمامُهُ |
إذا سارَ في الأَرْضِ الفَضاءِ بِجَحْفلٍ | ثَنى الشَّمْسَ حَيْرَى في السَّماءِ قَتامُهُ |
وَمَدَّ سَحاباً مِنْ قَناً، وَقِسيُّهُ | رُعودُ المَنايا، وَالبُروقُ سِهامُهُ |
يَحوطُ أَقاليِمَ البِلادِ بِكَفِّهِ | يَراعٌ على أرْبابِهِنَّ احْتِكامُهُ |
وَيَنْحَلُ مِنْ نَحْلٍ وَأَفْعَى مَشابِهاً | فَيُحْيي وَيُردْي أَرْيُهُ وَسِمامُهُ |
إليكَ ابْنَ خَيْرِ القَرْيَتَيْنِ طَوى الفَلا | بِرَحْلي غُرَيْرِيٌّ تَفَرَّى خِدامُهُ |
وَلَسْتُ أَشِيمُ البَرْقَ يَتْبَعُهُ الحَيا | إذا مَنَّ بِالسُّقْيا عَلَيَّ غَمامُهُ |
وَأَلْوي عِنانَ الطَّرفِ عَنْهُ إذا ذَعا | سِوايَ إلى الرِّيِّ الذَّليلِ أُوامُهُ |
فَأَمْطَيْتَني جَوْنَ الإهابِ مُطَهَّماً | يُلاثُ على السِّيدِ الأَزَلِّ حِزامُهُ |
وَيَمْرَحُ في ثِني العِذارِ كَأَنَّهُ | تَسَرْبَلَ لَيلاً وَالثُّريَّا لِجامُهُ |