أنبيك عن عيني وطول سهادها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُنَبّيكِ عَن عَيني، وَطُولِ سُهَادِها، | وحرقة قلبي بالجوى واتقادها |
وَأنّ الهُمُومَ اعتَدنَ بَعدكِ مَضْجِعي، | وَأنتِ التي وَكّلتِني باعْتِيَادِهَا |
خَليلَيّ! إنّي ذاكِرٌ عَهْدَ خُلّةٍ | تَوَلّتْ، وَلَمْ أذْمُمْ حَميدَ وَدادِهَا |
فَوَاعَجَبا! مَا كَانَ أقصر دهرَها | لَدَيّ، وأدْنَى قُرْبَهَا مِنْ بِعَادِهَا |
وَكنتُ أرَى أنّ الرّدى قَبلَ بَينِها، | وَأنّ افتِقَادَ العَيشِ دونَ افتِقَادِهَا |
بِنَفْسِيَ مَنْ عادَيتُ مِنْ أجلِ فَقدِه | بِلادي، وَلَوْلا فَقْدُهُ لمْ أُعَادِهَا |
فَلا سُقِيَتْ غَيْثاً دِمَشقُ، وَلا غدتْ | عَلَيها غَوَادي مُزْنَةٍ لعِهَادِهَا |
وَقَدْ سَرّني أنّ الخَليفَةَ جَعْفراً | غَدا نَاهِداً، في أهلِهَا، وَبِلاَدِهَا |
إمَامٌ، إذا أمضَى الأُمُورَ تَتَابَعَتْ | على سَنَنٍ مِن قَصْدِها، وَسَدَادِهَا |
وما غيرت منه الخلافة شيمه | وقد أمكنته عنوة من قيادها |
وما زالت الأعداء تعلم أنه | يجاهدها في الله حق جهادها |
ولما طغت في دارها الروم واعتدت | سفاها رماها جعفر بحصادها |
أعد لها فرسان جيش عرمرم | عداد حصى البطحاء دون عدادها |
كتائب نصر الله أمضى سلاحها | وعاجل تقوى الله أكثر زادها |
فَلا تُكثِرِ الرّومُ التّشَكّي، فإنّهُ | يُرَاوِحُهَا بالخَيلِ، إنْ لَمْ يُغَادِهَا |
وَلَمْ أرَ مِثْلَ الخَيلِ أجلَى لغَمرَةٍ، | إذا اختَلَفَتْ في كَرّها وَطِرَادِهَا |
بَقيتَ أميرَ المُؤمِنينَ، وأنْفَدَتْ | حَياتُكَ عُمرَ الدّهرِ، قَبْلَ نَفادِهَا |