أهلك والليل أيها الرجل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَهْلك واللَّيلَ أَيَّها الرَّجُلُ ، | قَدْ طَالَ هذا الرَّجاءُ والأَمَلُ |
عَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ ، واتَّخِذُ سَبَباً | إِلى اللَّيَالِي فإِنَّها دُوَلُ |
مَا أَبْعَدَ المَكرُمَاتِ عَنْ رَجُلٍ | عَلَ سُؤَالِ الرِّجالِ يتَّكِلُ |
ومَا يُريدُ الفَتَى بِهِمَّتِهِ | بُلِّغَهُ مِنْ ورائهِ أَجَلُ |
لِيسَ الثَّرَى والثَّريَّ والعِزّةَ | القَعْساءَ إِلاَّ السُّيُوفُ والأَسَلُ |
كُلُّ امْريٍء شُغْلُهُ بِقِصَّتِهِ | وَلِلفَزَارِيِّ بالقنَا شُغلُ |
فكُنْ عَلَى الدَّهْرِ فَارِساً بَطَلاً | فإِنَّما الدَّهْرُ فَارِسٌ بَطَلُ |
هَلْ هُوَ إِلاَّ سَبيلُ أَوَّلِكَ الْماضِين | ، أَيْنَ الجَحَاجِحُ الأُوَلُ ؟ |
كَانُوا فَبَانُوا وَبَانَ ذِكرُهُمُ | فَلَيْسَ إِلاَّ الرُّسُومُ والطَّلَلُ |
لاَ بُدَّ للخَيْلِ أَنْ تَجُولَ بِنَا | والخَيْلُ أَرْمَاحُنا التي تَصِلُ |
فَمَرَّةً باللُّجَيْنِ تَنْعَلُهَا | ومَرَّةً بالدِّماءِ تَنْتَعِلُ |
حتَّى تَرى المَوتَ تَحْتَ رَايَتِنَا | تُطْفأُ نِيرَانُهُ وتَشْتَعِلُ |
فاقْنِي حَيَاءً فَلَستُ من غَزَلٍ | فَليْسَ مَنِّي النِّساءُ والغَزَلُ |
طَارَ غُرابُ الشَّباب مُرْتَحِلاً | وحَلَّ شَيْبٌ فَلَيْسَ يرْتَحِلُ |
هَذا لِهَذا ، والدَّهْرُ ذُو عِلَلٍ | والمرْءُ في نَفْسِهِ لَهُ عِلَلُ |
تَنَقُّلُ الدَّهْرِ للغِنَى سَبَبٌ | والمرْءُ ، والدَّهرَ حَيْثُ ينْتَقِلُ |
فَدُمْ عَلَى صبْرِكَ الجَمِيلِ لهُ | واعْمَلْ فإِنَّ المُلُوكَ قَدْ عمِلُوا |
إِيَّاكَ والنَّاسَ أَنْ تُحمَّلَهُمْ | فوْقَ الَّذي الآدمِيُّ يَحْتَمِلُ |
إِيَّاكَ والبُخْلَ عِنْدَ مَكْرُمَةٍ | وإِنْ رأَيْتَ الرِّجالَ قَدْ بَخِلُوا |
وارْغَبْ إِلى اللهِ لا إِلى أَحدٍ | فإِنَّهُ خَيْرُ وَاصِلٍ تَصِلُ |