إن سير الخليط حين استقلا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّ سَيْرَ الخَليطِ، حينَ اسْتَقَلاّ، | كانَ عَوْناً للدّمعِ حَتَّى استَهَلاّ |
والنّوَى خِطّةٌ منَ الدَّهْْرِ ما يَنفكُّ | يُشجَى بهاِ المُحبُّ، وَيُبْلَى |
فأقِلاّ، في عَلْوَةَ،اللّوْمَ إنّي | زَائِدٌ في الغَرَامِ، إنْ لَم تُقِلاّ |
تِلْكَ أيّامُهَا الذّوَاهِبُ منْ أحْـ | ـسنِ عَيشٍ مَضَى، وَدَهْرٍ تَوَلّى |
وَخَيَالٍ ألَمّ مِنْهَا عَلى سا | عَةِ هَجْرٍ، فقُلتُ: أهْلاً وَسَهلا |
ما أُضِيعَ الهَوَى وَلا نُسِيَ الخِلُّ | الذي ضَيّعَ الهَوَى، وَتَخَلّى |
حَاطَهُ الله حَيْثُ أضْحَى وأمْسَى ، | وَتَوَلاّهُ حَيثُ سَارَ وَحَلاّ |
سَكَنٌ مُغْرَمٌ بِهَجْرِيَ يَزْدَا | دُ صُدوداً إذا أنا ازْدَدْتُ وَصْلا |
وَبِوُدّي لَوِ اسْتَطَعْتُ فََخَفّفْـ | ـتُ بصَبْرٍ عَنْ سَيّدي حينَ مَلاّ |
وَمَعَاذَ الإلَهِ أنْ أتَعَزّى | عَنهُ، طولَ الأََيَّامِِ، أو أتَسَلّى |
قد لَبِستُ الهَوَى وإنْ كانَ ضُرّاً، | وَتَحَمّلْتُهُ، وإنْ كانَ ثِقْلا |
وَتَذَلّلْتُ جَاهِداً لمَليكي، | وَقَليلٌ مِنْ عَاشِقٍ أنْ يَذِلاّ |
أصْبَحَتْ رُتْبَةُ الخِلاَفَةِ للمُعـ | ـتَزّ بالله مَنْزِلاً، وَمَحَلاّ |
جَمَعَ الله شَمْلَهَا في يَدَيْهِ، | وَرآهُ لَهَا مَكَاناً، وَأهْلا |
وَلِيَتْ نَصْرَهُ المُوَالي فأعْطَتْـ | ـهُ عُلُوّ السّمَاكِ، أوْ هُوَ أعْلَى |
مَلِكٌ ما بَدَا لعَيْنِكَ إلاّ | قُلتَ بَحرٌ طَمَا، وَبَدرٌ تَجَلّى |
لابِسٌ حُلّةَ الوَقَارِ، وَمِنْ | أُبّهَةِ السّيفِ أنْ يَكُونَ مُحَلّى |
يا جَمَالَ الدّنْيا سَنَاءً، وَمَجْداً، | وَثِمَالَ الدّنْيَا عَطَاءً، وَبَذْلا |
كُلّمَا حُصّلَتْ مَساعي قُرَيْشٍ، | طِبْتَ فَرْعَاً في مُنْتَمَاهَا، وَأصْلا |
لكَ مَحضُ النِّجارِ فيها المُصَفّى | غيرَ شَكٍّ، والقِدْحُ منَها المُعَلّى |
يابْنَ عَمّ النّبيّ والحَبْرِ والسّجّادِ | والكَامِلِ الذي بَانَ فَضْلاَ |
لَهُمُ زَمْزَمٌ وأفْنِيَةُ الكَعْـ | ـبَةِ والحِجْرُ والصّفَا والمُصَلّى |
مَنْ أبَى حُبكُمْ فَلَيْسَ منَ الله | وَلَوْ صَامَ ألفَ عامٍ، وَصَلّى |
لمْ يَزَلْ حَقُّكَ المُقَدَّمُ يَمْحُو | باطلَ المُستَعَارِ، حتّى اضْمخَلاًّ |
قد طَلَبْنا فلَمْ نجدْ لكَ، في السّؤ | دَدِ والمَجدِ والمَكَارِمِ، مِثلا |
أنتَ أندَى كَفّاً، وأشرَفُ أخْلا | قاً، وأزْكَى قَوْلاً، وأكرَمُ فِعْلاَ |
طَالَعَتكَ السّعُودُ فانْسَكَبَ الغَيْـ | ـثُ رَذاذاً في ساحتَيكَ وَهطْْلاَ |
وأتَى العِيدُ في دُجُونٍ تَتَبّعْـ | ـنَ غَلِيلَ البَطْحَاءِ حَتّى استَبَلاَ |
عارَضَتْكَ الأنْوَاءُ فيها سَمَاحاً، | وَحَكَتْكَ السّماءُ سَّحا وَوْبلاَ |
ذاكَ فَضْلٌ أُوتيتَهُ كُنتَ مِنْ بَيْـ | ـنِ البَرَايَا بِهِ أحَقَّ وأوْلَى |
وَعَطَاءٌ مِنَ الإلَهِ فَلاَ زِلْـ | ـتَ مُهَنّا ذاكَ العَطاءِ، مُمَلّى |