هجاني النغيل وما خلتني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هَجَاني النّغيلُ، وَما خِلْتُني | أخَافُ هِجَاءَ أبي حَرْمَلَهْ |
وَقَد كُنتُ أُطْنِبُ في وَصْفِهِ، | وَتثْبيتِ نِسْبَتِهِ المُشْكِلَهْ |
أُرَجّي تَلَوّنَهُ بالصّفَاءِ، | وَألْقَى قَطيعَتَهُ بالصّلهْ |
أرَاهُ وَفِيّاً، وَأنْى لَهُ | وَفَاءٌ، إذا كانَ لا أصْلَ لَهْ |
فَلا تَحمَدَنْ مِنْ أخٍ آخِراً، | إذا أنْتَ لَمْ تَخْتَبِرْ أوّلَهْ |
فإنْ يَكُ أخْلَفَ ظَنّي بِهِ، | وَحَالَ عَنِ العَهْدِ أوْ بَدّلَهْ |
فَمَا كُنتُ أوّلَ مَنْ فَاتَهُ، | لدى صَاحبٍ، بعضُ ما أمّلَهْ |
ألَمْ أختَصِصْكَ بِما قَدْ عَلِمْـ | ـتَ منَ الوِدّ، وَالمِقةِ المُكمَلَهْ |
وَأسْألُ فيكَ أبا صَالِحٍ، | وَما كانَ حَقُّكَ أنْ أسْألَهْ |
أُخَبِّرُ أنّكَ مُسْتَوْجِبٌ | لِلُطْفِ المَحَلّةِ، وَالمَنْزِلَهْ |
وكانَ جَزَائيَ مَا قَدْ عَلِمْـ | ـتَ وَما لم يكنْ لكَ أن تَفعَلَهْ |
أرَاكَ رَجَعْتَ إلى جَدّكَ الـ | ـشّرِيفِ، وَقِصَّتهَِ المُعْضِلَهْ |
وَمَسرَاهُ في بَطنِ قَوْصَرَهْ، | مخرَّقةِ الخُوصِ، مُستَعمَلَهْ |
إذا اسوَدّ من خَلفِ تَشبيكِها، | تَوَهّمتَهُ الطَّنّ في الدّوْخَلَهْ |
فَلِلّهِ هَيئَتُهُ مصبِحاَ، | وَقَدْ وَجَدُوهُ عَلى المَزْبَلَهْ |
يُعَبّي الذُّبَابُ كَرَاديسَهُ، | فتَغْشَاهُ قُنْبُلَةٌ قُنبُلَهْ |
هُنالِكَ لَوْ تَدْعيهِ قُشَيرٌ | لَمَا خُيّلَتْ أنّها مُبْطِلَهْ |