كم ليلة فيك بت أسهرها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كمْ لَيْلَةٍ فيكِ بِتُّ أسْهَرُها، | وَلَوْعَةٍ، في هَوَاكِ، أُضْمِرُها |
وَحُرْقَةٍ، والدّمُوعُ تُطْفِئُها، | ثمّ يَعُودُ الجَوَى، فيُسعِرُها |
يا عَلْوَ! عَلّ الزّمانَ يُعْقِبُنَا | أيّامَ وَصْلٍ، نَظَلُّ نَشكُرُها |
بَيضَاءُ رَوْدُ الشّبابِ، قد غُمسَتْ | في خَجَلٍ ذائب يُعَصْفِرُها |
مَجْدُولَةٌ، هَزّها الصّبا، فشغى | قَلْبَكَ مَسْمُوعُها وَمَنظَرُها |
لا تَبعَثُ العُودَ تَستَعينُ بهِ، | ولا تَبِيتُ الأوْتارُ تَخْفِرُها |
ألله جَارٌ لها، فَمَا امْتَلأتْ | عَيْنيَ إلاّ مِنْ حَيْثُ أُبْصِرُها |
إنّ قُوَيْقاً لَهُ عَلَيّ يَدٌ | بالأمسِ بَيضَاءُ لستُ أكفُرُها |
وَلَيلَةُ الشّكّ، وَهْوَ ثَالِثُنَا، | كانَتْ هَناتٌ، وَالله يَغفِرُها |
أيام لهو في جانبي حلب | لم يبق منها إلا تذكرها |
إن خلال المعتز ليس لها | مقارب في السحاب يعشرها |
موفق للهدى، تليق به | خلافه، رأيه يدبرها |
ردت إليه أمورها، وغدا | يوردها حزمه ويصدرها |
فالعدل والدين يقصدان إلى | غاية مجد للدين مفخرها |
سجية منه ما يبدلها | وسنة منه ما يغيرها |
وإمرة المؤمنين منتخب | لها رضي الأخلاق خيرها |
زها به تاجها، وتاه به | سريرها المعتلى ومنبرها |
في كل يوم تفيض راحته | مواهبا ما تخاض أبحرها |
لو أن كنز الأيام في يده | طاحت سنوها جوداً وأشهرها |
نثني عليه بأنعم سلفت | أصغرها في النفوس أكبرها |
كالروض أثنى على سحائبه | بزهرة الروض حين ينشرها |
قد تم حسن المحمدية بالبد | ر الذي بالضياء يغمرها |
مشرقة في العيون ضاحكة | مبدأها آنس ومحضرها |
تبدي نسيم الكافور تربتها | إذا غدت والسماء تمطرها |
مغنى سرور بالسعد تنزله | ودار أنس باليمن تعمرها |
وفارساباد إذ تكنفها | مورق أشجارها ومثمرها |
جنة عدن متى حللت بها | شهدت أن القاطول كوثرها |
من لم يكن جوهرا فذلك عبــ | ـد الله زين الدنيا وجوهرها |
نشوان من هزة الندى، فيد بالمها والسماح تحذرها | |
أوفى ضياء بطلعة بهرت | شمس الضحى إذ أضاء نيرها |
مؤمل للندى تؤمره | عبد مناف ومن يؤمرها |
إذا طلبنا إليه مرغبة | لم يعترض دونها تعذرها |