ألا شعرت برحلة الأظعان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألاّ شَعَرْتَ بِرِحْلَةِ الأظعانِ، | فيَكونَ شأنُهُمُ بِرَامَةَ شَاني |
مَاذا على الرّشإ الغَرِيرِ، لَوَ انّهُ | رَوّى جَوَى المُتَلَدِّدِ الحرََّانِ |
سكَنٌ يُنازِعني الصّدودَ، وَكاشحٌ | يَسعى عليّ، وَعاذِلٌ يَلحاني |
وَلعَلََّ ما ملَكَ العَذولُ مَقادَتي | في الحُبِّ، أوْ حبسَ المَشيبُ عِناني |
لا يَذهَبَنّ علَيكِ فرْطُ صَبابَتي، | وَتَرَادُفُ الكَمَدِ الذي أبْلاني |
وَتَعَلُّمي أنّ اعْتِلاقيَ حُبَّكُمْ | ذُلّي، وَأنّ هَوَايَ فيكِ هَوَاني |
إمّا أقَمْتُ، فإنّ لُبّي ظَاعِنٌ، | أوْ سِرْتُ مُنطَلِقاً، فقَلبي عانِ |
سُقِيَتْ مَعاهِدُكِ اللّوَاتي شُقنَني، | وَمَحلُّ مَنزِلِكِ الذي استَبكاني |
وَأرَى خَيالَكِ لا يزَالُ معَ الكَرَى | مُتَعَرّضاً، ألقاهُ، أوْ يَلْقاني |
يُدني إليّ مِنَ الوِصَالِ شَبيهَ مَا | تُدْنِينَهُ أبَداً مِنَ الهِجرَانِ |
عَصَبِيّتي للشّام تُضرِمُ لَوْعَتي، | وَتَزِيدُ في كَلَفي، وَفي أشجاني |
كانَتْ بعَبْدِ الله أحظَى خُطَّةٍ | بِنَوَافِلِ الإفْضَالِ، وَالإحْسَانِ |
حتى تَرَحّلَ سائِراً، فتَبَدّلَتْ، | بَعدَ العَطاءِ، غُضَاضَةَ الحِرْمانِ |
إنْ تكتَئِبْ حلَبٌ فقد غلَبَتْ على | حلَبِ الغَمَامِ وصَوْبِهِ التّهْتَانِ |
وَعلى أَنِيقِ الرّوْضِ، يَزْهو نَبتُهُ | أفوَافَ نَوْرٍ مُعجِبِ الألْوَانِ |
مِنْ وَاضِحٍ يَقِقٍ، وَأصْفرَ فاقعٍ، | وَمُضَرَّجٍ جَسِدٍ، وَأحْمَرَ قَانِ |
غَيْثٌ، تَحمَّلَ عَنهُمُ متَوَجِّهاً | مِنْ غَرْبهِمْ، لمَشارِقِ البُلْدانِ |
إنْ أُسْقِيَتْهُ فارِسٌ، فبِعَقْبِ ما | ظَمِئَتْ جَوَانبُ رَبْعِها الحَرَّانِ |
أوْ عاجَ في أهلِ الفُرَاتِ فإِنَّهُ، | سَيُقَالُ جاءَهُمُ فُرَاتٌ ثَانِ |
مَلِكٌ، هَصَرْنَا العَيشُ في جَنَباتِهِ، | غَضُّ المَكاسِرِ، لَيّنُ الأفْنَانِ |
أعْطَى الرّعيّةَ حُكمَها مِنْ عدلِه | في السرّ مُجتَهِداً، وَفي الإعلانِ |
غَيرُ العنوفِ الفَظّ حينَ يَجِدُّ في | جَمعِ الخَرَاجِ، وَلا الضّعيفِ الوَاني |
وَهيَ السّياسةُ لم تَزَلْ مَعرُوفَةً | لذَوِي السَّيََاسَةِ مِنْ بَني خَاقانِ |
المُعِْلنِِينَ تُقَى الإلَهِ وَخَوْفَهُ، | وَالمُؤثرِينَ نَصِيحَةَ السّلطانِ |
وَالرّافِعِينَ بِنَاءَ مَجْدٍ لمْ يَكُنْ | ليَطُولَهُ، يَوْمَ التّفاخُرِ، بَانِ |
تَبهَى المَوَاكبُ وَالمَجالسُ منهُمُ | بِمُبَجَّلينَ عَلى الوَقارِ رِزَانِ |
نَفْسِي فِداءُ أبي مُحَمّدٍ الذي | ما زِلْتُ أحمَدُ في ذِرَاهُ مَكاني |
خِلٌّ، بلَغتُ برَأيِهِ شَرفَ العُلاَ، | وَأخٌ غَنيتُ بهِ عَنِ الإخْوَانِ |
ألله يَجْزِيكَ الذي لَمْ يَجْزِهِ | شُكرِي، وَلمْ يَبلُغْ مَداهُ لساني |
أعْتَدُّ عِزّكَ مِنْ وُفُورِ مَذاهبي، | وَسُعُودِ أيّامي، وَحُسنِ زَماني |
وَإذا المَسافَةُ دونَ نائلِ جَعْفَرٍ | بَعُدَتْ عَليّ، فإنّ نَيْلَكَ دانِ |
وَمتى ضَمِنتُ علَيكَ حاجةَ طالبٍ | كَفَلَتْ يَداكَ بذِمّتي، وَضَماني |