دموع عليها السكب ضربة لازم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دُموعٌ عَلَيها السّكبُ ضرْبَةُ لازِمِ، | تُجَدّدُ مِنْ عَهدِ الهَوَى المُتَقادِمِ |
وَقَفْنَا، فحَيّيْنَا، لأهْلِكِ باللّوَى، | رُبُوعَ دِيَارٍ دارِسَاتِ المَعَالِمِ |
ذَكَرْنا الهَوَى العُذرِيّ فيها فأُنسيَتْ، | عَزَاها مَشوقاتُ القُلُوبِ الهَوَائِمِ |
خَلَعْنَا بِهَا عُذْرَ الدّموعِ، فأقبلتْ | تَلُومُ، وَتَلْحي كلّ لاحٍ وَلائِمِ |
أأنْتِ دِيَارُ الحَيّ أيّتُهَا الرُّبَى الـ | ـأنيقَةُ، أمْ دارُ المَهَا وَالنّعَائِمِ |
وَسِرْبُ ظِباءِ الوَحشِ هذا الذي أرَى | أمامكِ، أمْ سرْبُ الظّبَاءِ النّوَاعِمِ |
وَأدْمُعُنَا اللاّتي عَفَاكِ انْسِجامُها، | وَأبْلاكِ، أمْ صَوْبُ الغُيوثِ السّوَاجِمِ |
وَأيّامُنَا فيكِ اللّوَاتي تَصَرّمَتْ | مَعَ الوَصْلِ، أمْ أضْغاثُ أحلامِ نائمِ |
لَقَدْ حكَمَ البَينُ المُشَتِّتُ بالبِلَى | علَيكِ، وَصرْفُ البَيْنِ أجوَرُ حاكمِ |
لَعَلّ اللّيَالي يَكَتْسِبْنََ بَشاشَةً، | فيَجمَعنَ من شَملِ النّوَى المُتَقاسَمِ |
وَوُرْقٍ تَداعَى بالبُكَاءِ بَعَثْنَ لي | كَمينَ أسًى بَينَ الحَشَا وَالحَيازِمِ |
وَصَلْتُ بدَمْعي نَوْحَهُنّ، وَإنّما | بكَيتُ لشَجوِي، لا لشَجوِ الحَمائمِ |
وَداوِيّةٍ للبُومِ وَالهَامِ، وَسْطَهَا | رَنينُ ثَكَالى أعْوَلَتْ في مَآتِمِ |
تَعَسّفتُها، واللّيلُ قد صَبغَ الرُّبَى | بلَوْنٍ منَ الدّيجورِ أسوَدَ فاحِمِ |
إلى مَلِكٍ تُرْمَى الكُماةُ إذا ارْتَمَتْ | بأُمّ الرّدَى، مِنْهُ بلَيثٍ ضُبَارِمِ |
بأرْوَعَ مِنْ طَيٍّ، كَأنّ قَميصَهُ | يُزَرُّ على الشّيخَينِ: زَيْدٍ وَحَاتِمِ |
سَمَاحاً وَبَأساً كالصّوَاعِقِ وَالحَيَا، | إذا اجتَمَعَا في العارِضِ المُتَرَاكِمِ |
أغَرُّ، قَمارِيٌّ، يُطَحطَحُ في الوَغَى | بهِ جَبَلُ الجَيشِ الكثيفِ المُصَادِمِ |
إذا ما الهَجيرُ اشتَدّ أسْنَدَ نَفْسَهُ | إلى الصّبرِ في وَقْعِ الظُّبَى وَالسّمائِمِ |
غَدا ابنُ حُمَيْدٍ يَغْنَمُ الحَمدَ مالُه، | وَيَعلَمُ أنّ الحَمدَ أجدَى المَغانِمِ |
مُدَبِّرُ رَأيٍ، لَيسَ يُورِدُ عَزْمَهُ، | فيَقرَعَ، في إصْدارِهِ، سنَّ نَادِمِ |
أدِلاّؤهُ في الخَطبِ إنْ كانَ مُشكِلاً | بَديهاتُ عَزْمٍ كالنّجومِ العَوَاتِمِ |
يُلاقَى بهِ الخَطْبُ الجَليلُ، فيَنثَني | لمُتّقِدِ الآرَاءِ، مَاضِي العَزَائِمِ |
حَليفُ نَدًى، يأوِي إلى بَيت سُؤدَد | رَفيعِ الذُّرَى وَالسَّمكِ عالي الدّعائمِ |
وَما اشتَدّ خَطبُ الدّهرِ، إلا ألانََهُ | حُمَيدُ بني عَبدِ الحُمَيدِ الأكارِمِ |
قَوَاعِدُ هذا البَيتِ عَن مَجدِ طَيِّءٍ، | وإِنْ كَانَ هذا البَيتِ مِنْ مُلكِ هاشِمِ |
أُسُودٌ يَفِرُّ المَوْتُ مِنْهُمْ مَهَابَةً، | إذا فَرّ مِنْهُ كلُّ أرْوَعَ صَارِمِ |
مَصَارِعُهم حوْلَ العُلاَ، وَقبورُهُمْ | مَجامعُ أوْصَالِ النّسورِ الحَوَائِمِ |
أبا مُسْلِمٍ، إنْ كانَ عِرْضُكَ سالماً، | فَمَالُكَ مِنْ جَدْواكَ لَيسَ بسالِمِ |
إذا ارْتَدّ يَوْمُ الحَرْبِ لَيلاً رَدَدْتَه | نَهَاراً، بلألاءِ السّيوفِ الصّوَارِمِ |
وَإن غلَتِ الأرْوَاحُ أرْخَصْتَ سَوْمَها | هُنالكَ في سُوقٍ، من المَوْتِ، قَائِمِ |
بضَرْبٍ يَشيدُ المَجدَ في كلّ مَوْقفٍ، | وَيُسرِعُ في هَدْمِ الطُّلَى وَالجَماجمِ |
فتَصرِفُ وَجْهَ البِيضِ أَبْيَضَ مُشرِقاً | بوَجهٍ، مِنَ الهَيجاءِ، أَغْبَرََ قاتِمِ |
أمَا وَالذي باهى بكَ الغَيثَ ما اصْطُفي | فَعالُكَ، إلاّ للعُلاَ وَالمَكَارِمِ |