شد ما أغرمت ظلوم بهجري
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
شَدّ ما أُغْرِمَتْ ظَلُومُ بهَجْرِي، | بَعْدَ وَجدي بها، وَغُلّةِ صَدرِي |
وَلَعَمْرِي، يَمِينُ بَرٍّ، وَحَسبي | في الهَوَى أن أقولَ فيهِ لَعَمرِي |
مَا تَعَقّبْتُ رُشْدَ حُبٍّ بغَيٍّ | مِنْ سُلُوٍّ، وَلاَ وِصَالاً بهَجْرِ |
طَرَقَتْنَا، وَفي الخَيالاتِ نُعْمَى، | أُمُّ بَكْرٍ، فأسعَفَتْ أُمُّ بَكْرِ |
في بُدُوٍّ مِنَ الشّبابِ، عَلَيْهَا | وَرَقٌ مِنْ جَديدِهِ المُسْبَكِرّ |
كَمُلَتْ أرْبَعٌ لَهَا بَعدَ عَشْرٍ، | وَمَدَى البَدْرِ أرْبَعٌ بَعدَ عَشرِ |
خلفت دارها بحزوى وباتت | بين سحري شروى الضجيع ونحري |
لَوْ دَرَتْ ما أتَتْ لمَنّتْ بِنُجْحٍ | لمْ يُكَدَّرْ، وَنَائِلٍ غَيْرِ نَزْرِ |
قَدْ وَقَفْنَا على الدّيَارِ وَفي الرّكْـ | ـبِ حَرِيبٌ مِنَ الغَرَامِ وَمُثْرِ |
وَلَوَ أنّي أُطِيعُ آمِرَ حِلْمي، | كانَ شَتّى أمْرُ الدّيارِ، وَأمرِي |
وَلَقَدْ رَابَني مِنَ اللّوْمِ إصْغَا | ئي إلَيْهِ، وأعهَدُ اللّوْمَ يُغرِي |
كَلّفَتْني الخَرْقاءُ إنجاحَ سَعيي، | أوَ ما قامَتِ الحُظُوظُ بعُذْري |
مُعْلَقاً ما جَنَى الزّمانُ، وَذَنْبي | في جِناياتِ صَرْفِهِ ذَنْبُ صُحْرِ |
أطْلُبُ الجُودَ في أُنَاسٍ، وَيُمْسِي | كَهِلالِ الدُّجُنّةِ المُسْتَسِر |
رائِدُ القَوْمِ، لَيسَ بالمُتَأنّي | دونَ حاجاتِهِمْ، وَلاَ المُتأرّي |
وَخليلي الذي، إذا نَابَ دَهْرٌ، | حَمَلَتْ كَفُّهُ نَوَائِبَ دَهْرِي |
كابنِ بَدْرٍ، وأينَ ثانٍ، فنَثْني | إصْبَعاً باعْتِقَادِهِ لابنِ بَدْرِ |
أوْحَدٌ خَسَّ دُونَهُ الخَيرُ، حتّى | ما تَقولُ: السّماءُ تُجدي بقَطْرِ |
أمُقِلٌّ مِنْ غَزْرِهِ كُلُّ غَيْثٍ، | أمْ مُخِلٌّ بِفَيْضِهِ كُلُّ بَحْرِ |
خَيّمَتْ شِيمَةٌ بِهِ عِنْدَ أعْلَى | شَرَفٍ يَرْتَقي، وأكْرَمِ نَجْرِ |
واجِدٌ تحتَ أخْمَصَيْهِ التي يَرْ | مي إلَيها هَمَّ المَسامي، وَيَجرِي |
تِلْكَ أخْلاَقُهُ خُلِقْنَ خُصُوماً | للغَوادي، تَربي عَلَيْها وَتُزْري |
وَقَدَتْ دونَهُ إضَاءَةُ نُورٍ، | وَقَدَتْها لَهُ طَلاَقَةُ بِشْرِ |
رَوْعَةٌ مِنْ وِقَارِهِ ظَنّها الجَا | هِلُ، إذْ فاجأتْهُ، رَوْعَةَ كِبْرِ |
فترَى القَوْمَ، وَهوَ جَذلانُ طَلْقٌ، | في نَدِيّ المُجَاهِمِ المُكْفَهِرّ |
تَتَأيّا لَهُ لِتَبْلُغَ عَلْيَا | هُ بَنو الحَارِثِ بنِ كَعبِ بنِ عَمْرِو |
ما رَأى الغَائبونِ، قَوْلاً وَفِعلاً، | غيرُ رَائي جَدوَى يَديهِ، وَشِكري |
حَبّذا أنتَ مِنْ كَرِيمٍ، وإنْ كِدْ | تَ تُدايني وشأوِي وَتُخْمِلُ ذِكرِي |
ما كَرِهتُ الغنى لِشيءٍ، ولكنْ | ساوَرَتني نُعماكَ من فَوْقِ قَدرِي |
طَاطَ مِنْ شَخصِ ما تُنيلُ، فما من | حاجَتي أنْ يَطولَ جودكَ شكرِي |
أيُّ شيءٍ تَرَى يكونُ وَقَدْ كثّرْ | تَ فيهِ قَصْرَ الكُمَيْتِ وَقَصْرِي |
مُتْعَةُ العَينِ مِنْ حَلاَوَةِ مَرْأى، | وَرِضَى النّفْسِ مِنْ وَثَاقَةِ أسرِي |
حُذِفَتْ مِنْ فُضُولِهِ صِحّةُ العُتْـ | ـقِ، فأدّتْهُ كالجَديلِ المُمَرّ |
يَتَغَالى بِهِ التّدَفّقُ سَيْلاً، | كانكِفاتِ السّرِي أسرَعَ يَجري |
أوْ تَقَدّى الشّجاعُ بادَرَ يَنْضُو | مِزَقاً مِنْ قَمِيصِهِ المُتَفَرّي |
فَهوَ يُعطيكَ، مِنْ تَضَرّمِ شَدٍّ، | نُهْيَةَ العَينِ مِن تَضَرّمِ جَمْرِ |
شِيَةٌ تَخدَعُ العُيُونَ تَرَى أنّ | عَلَيْهِ مِنْهَا سُحَالَةَ تِبرِ |
صَبْغَةُ الأُفْقِ عنَد آخِرِ لَيْلٍ، | مُنْقَضٍ شأنُهُ، وأوّلِ فَجْرِ |
عَلّكَ، ابنَ الحِصَانِ، تَزدَادُ في غيـ | ـظِ أعادِيّ بالحِصَانِ الطِّمِرّ |
والجَوَادُ الأغَرُّ مِثْلَكَ لا يَمْـ | ـنَعُ مِثْلي مِنَ الجَوَادِ الأغَرّ |