ريح الشمال أتت بريح شمال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رِيحُ الشَّمَالِ أَتَتْ بِرِيحِ شَمَالِ | سَحَراً فَهاجَتْ سَاكِنَ البَلْبَالِ |
واهاً بما جَاءَتْ بهِ ، وَاهاً لهُ | أَحْيَتْ بِهِ مَا ماتَ مِنْ أَوصالِي |
فَجَزاؤُها حُبَّانِ حُبٌّ باسْمِها | مِنَّا ، وحُبٌّ عن جَمِيلِ فَعَالِ |
ولَهَا عَلَيْنَا في مُوافَقَةِ اسْمِها | حَقٌّ جَدِيدٌ رِعْيَةَ اسْمِ شَمَالِ |
وَلَقَدْ رَضِيتُ بِهَا طَبيبا ًحَاذِقاً | يَشْفِي الجَوَانِحَ مِنْ جوىً وغِلاَلِ |
وَبِهَا غَنِيتُ عَنِ العِبَادِ رَسُولَةً | تَفْرِي القِفَارَ وما تَنِي لِكَلاَلِ |
تُنْبِيكُمُ أَنَّي عَلَى عَهْدٍ لَكَمْ | واللهُ يَشْهَدُ لِي بِصِدْقِ مَقَالِ |
عِفْتُ الحَرامَ ، ولَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتي | فِعْلُ الحَرَامِ لَكُمْ وَكُلّ حَلاَلِ |
وَحَميْتُ عَيْنِي كُلَّ حُسْنٍ رَائِقٍ | وَعَقَلْتُ عَوْدَ عَرَامَتِي بِعِقَالِ |
ورَفَضْتُ لَذَّاتِ الحَياةِ وَطِيبَها | مِنْ مَلبَسٍ أَوْ مَطْعَمٍ أَو مَالِ |
وَإِذا خَلَوْتُ وَلَمْ أَجِدْ لِي مُسْعِداً | إِلاًّ الشُّؤُونَ بِسَاجِمٍ هَطَّالِ |
أَلْقَيْتُ ثَوْبِي فوْقَ وجْهي باكِياً | وجَعَلْتُ مُعْتَمَدَ الجَبينِ شِمالي |
قَدْ كُنْتُ قَبلَ فِرَاقِكُم في غِبْطَةٍ | مِنْ عِيشَةٍ بِكُمْ رَخِيَّ البَالِ |
مَا لِلنْوَى ، تَعِسَتْ وأُتْعِسَ جَدُّها | قَطَعتْ رَجَايَ ، وأَخلَفَتْ آمالِي |
شُدَّتْ عَلَى جَمْعِ الأَحِبَّةِ عَنْوَةً | يوْمَ الخَمِيسِ ضُحىً سَفِينُ أُوَالِ |
فَاسْتُلَّتْ الأَرْوَاحُ مِنْ أَجْسَامِهَا | بالشَّوْقِ وهْيَ بَعِيدةُ الآجَالِ |
واسْتُمْطِرَتْ نُجْلُ العُيُونِ فأَخْضَلَتْ | وَرْدَ الخُدُودِ بِوَاكِفٍ هَطَّالِ |
أَمْسَيْتُ بَعْدَكِ يا شَمالُ تَشَوُّقاً | أَسْتَنْشِقُ الأَرْوَاحَ بالآصَالِ |
وأَحِنُّ في غَلَسِ الدُّجونِ مُسَهَّداً | وأُوَاصِلُ الإِدبارَ بالإِقْبَالِ |
كَالْوَالِهِ الْمَجْنُونِ إِلاَّ أَنَّ في | شَحْمِ الجُنُوبِ فَضِيلةً لِهُزَالِ |
كَمْ قَائِلٍ شَفِقاً تَسَلَّ لَعَلَّهُ | يَسْلُو هَوَاكَ فَقُلْتُ غَيْريَ سَالِ |
كَيْفَ السُّلُوُّ وقًدْ عَقَدْتُ عُقُودَهَا | بِمَواثِقي وحِبَالَها بِحِيَالي |
وأَجَلْتُ طَرْفي في العِبادِ فَلَمْ أَجِدْ | أَحداً يَفُوقُ جَمَالَها بَجمَالِ |
عارٌ عَلَىَّ متى أَضَعْتُ ذِمَامَها | أَو رُعْتُها في الحُبِّ باسْتِبْدَالِ |
ومَتَى نَسِيتُ ، فَلَسْتُ أَنْسَى قَوْلَهَا | صِلْنَا بكُتْبِكَ رَأْسَ كُلَّ هِلاَلِ |