ونابهٍ في الهوى لنا ناسِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ونابهٍ في الهوى لنا ناسِ، | قَطّعَ لي بالهِجرَانِ أنْفاسي |
لستُ لها واصفاً مخافة أنْ | يَعْرِفَ ما بي جماعَة ُ النّاسِ |
أكـْثـرُ وصْـفي لهـا شكـايـة ُ مـَـا | فيـهـا قضـى الله لي على راسـي |
يُـطـمْـعُـني لحـظُهـان ويـؤنِسُـني | بـاللفـظ منهـا فؤادُهـا الـقــاسـي |
فصرتُ باللحظِ من مُعذّبتي، | واللفْظ بين الرجاء والياسِ |
أسْـعَـدُ يـوْمٍ لهَـا حظيـتُ بـهِ | تحْسبَ أنّي لقولها ناسِ |
لذالكَ اليـوم مـا حييتُ ، ومـا | ترْجمَ قولي سوادُ أنقاسي |
تقولُ لي، والْمُدامُ مُرْسَلَة ٌ، | تُفيضُ حوْلي نفوس جلاّسي: |
هل لك أن تطرُدَ النعاسَ فقد | طابَ انْضِوَاعُ المدام والآسِ |
قلتُ لها : فـابتَدي وهـاتي ، فمـا | حسوْتِ منها فـإنـني حــاسِ |
وغـايتي أن أنـالَ فضْـلَـتَـهـا | في الكأسِ من شُرْبِها أوِ الطاسِ |
ثـمّ أظُـنّ الحِـذارَ نـبّـهَـهــا ، | وما بها قد أردتُ من باسِ |
قالت: فدَعْ عنكَ الاحتِيالَ لما | أردْتَ سُكري له وإنْعاسي |
أعْرَضْتُ عنها وقد فهمتُ لكي | |
ثـمّ دَعَـتْـها زقّـنـا ، فـمـجّ بـهـا | في الكأسِ راحاً كضَوْءِ مقباسِ |
ثم تحسّتْ، حتى إذا شربتْ | نِصْفاً، كما قيسَ لي بمِقياسِ |
نـازَعْتُـها الكأس ، فيه فضْـلتُهَـا، | ففزْتُ بالكاسِ بعد إمْراسِ |
فكادت النّفسُ للسّرُورِ بها، | تخْـرُجُ بين المُــدام والكـــاسِ |