بربّك أيّها البرقُ اليمانى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بربّك أيّها البرقُ اليمانى | تكشّفْ لى بلمعك عن أبانِ |
فَقِدْماً ما جَلَوْتَ عليَّ وَهْناً | شَماماً في صبيغة ِ أُرْجُوانِ |
وكدْتَ وماشعرتَ بذاك منِّي | تَدُلُّ الطّالبين على مكاني |
أرقتُ لضوءِ نارٍ منك تبدو | وتخبو في السّماءِ بلا دُخانِ |
كما لَوَّحْتَ في ظلماءِ ليلٍ | إلى الأبطال في العَضْبِ اليماني |
أراكَ إذا لمعتَ، وعن قليلٍ | تغيب فلا أراك ولا ترانى |
وأرقُبُ منك خدَّاعاً لحِسِّي | مروقاً بالتّقلبِ عن عيانى |
كأنَّك لاتُقِرُّ على طريقٍ | أخذتَ سناك من عهد الغوانى |
وتخفق فى نواحى الأفقِ حتّى | كأنّك فى الوغى قلبُ الجبانِ |
تخبُّ إلى َّ من بلدٍ بعيدٍ | منيعٍ لا تعلّقه الأمانى |
وتذكرنى وبالك غيرُ بالى | ضلالاً ما تقدّم من زمانى |
وعيشاً كنتُ أجري فيه دهراً | إلى اللّذّاتِ مستلبَ العنانِ |
إذا خطرتْ ملاحتهُ بقلبى | جَرى شوقاً إلى رؤياه شاني |
إذ البيضُ الحسانُ إلى َّ ميلٌ | وإذْ وصلُ الغوانى فى زمانى |
وإذْ أمسى وأصبحُ كلَّ يومٍ | على عُقَبِ الحوادثِ في أمانِ |
زمانٌ كان لى فيه صحابٌ | كرامٌ من بني عبدِ المُدانِ |
منَ النَّفَرِ الّذين أبَوْا إبائي | وقادوا في أزِمَّتِهمْ جِراني |
ولفّوا شملهمْ بالشّملِ منّى | وكنت مدا الزّمان بغر ثانِ |
ولولا أنّهمْ "حلفُ" الأعادى | وقونى من عداتى "ما عدانى " |
يمسّهمُ الأذى قبلى ويعنى | جميعهمُ لعمرك ما عنانى |
وتَلْقاهمْ يؤودُهُمُ احتياجي | ولايكفيهمُ لي ماكفاني |
مَضَوْا لسبيلهمْ وبقيتُ فَرْداً | أَعضُّ على فراقهمُ بَناني |