العسكر - كيف ندعو الناس - محمد قطب إبراهيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ومن أجل هذا الهدف، اختير الزعماء المطلوبون بعناية. اختيروا كلهم من العسكر!
وليس كل العسكر صالحين لهذه المهمة الخطيرة، فلا بد أن تتوافر فيهم شروط ثلاثة رئيسية، ولا بأس بعدها بأية إضافات : جنون السلطة، وقسوة القلب ، وكراهية الإسلام.
احتذاء للنموذج الأول - المعتمد عندهم - كمال أتاتورك!
وحين توجد هذه الصفات في شخص معين، فسيتجه تلقائيا لضرب الحركة الإسلامية، وبالعنف المطلوب!
ومع ذلك فلم تكن الأمور تترك للمصادفة، وإنما كانت تدرس وتدبر للإيقاع بالحركات الإسلامية، (1) وقتل زعمائها وقادتها، واعتقال الألوف من شبابها، وتعذيبهم بألوان من الوحشية تقشعر لها الأبدان.
وهنا تبدو الحكمة! من اختيارهم من العسكر لا من المدنيين، فمع العسكر يمكن تسويغ كل شيء وتمريره، الأحكام العسكرية، والمحاكم العسكرية، وعنف البطش، وصرامة الإجراءات.
أما لو كانوا مدنيين فلن تكون لهم تلك الجرأة في الإجرام، ولا تلك القوة في الانتقام، ولا ذلك العنف، ولا ذلك الإرهاب.
(1) كما دبر حادث المنشية لعبد العناصر من أجل مذبحة 1954 - 1955 وغيرها من الوقائع والأحداث.