يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ | وأحقَّ مُولٍ في الزَّمانِ لشاكرِ |
و أشقَّ من " وطأ " الكواكب مرتقى | و أععزَّ من ليث العرينِ الخادرِ |
قد جاءني التَّشريفُ منك كأنَّه | قِطَعُ الرِّياض عُقيبَ غيثٍ ماطرِ |
و كأنه بردُ الشبابِ نضارة ً | أو بشرُ آونة ِ الربيع الزاهرِ |
أثوابُ عزٍّ لم يكنّ للابسٍ | إلاّ رياشَ مفاخرٍ ومآثرِ |
يُجرَرْنَ فوقَ ذُرا المجرَّة ِ عِزَّة ً | و يطرنَ فوق النسرِ ذاك الطائرِ |
و لقد سننتَ شريعة ً للجود في | غير الهدية ِ أنه للحاضرِ |
لم ترضَ ماشرعَ الكِرامُ، وكم لنا | من ناقصٍ عن غاية ٍ أو قاصرِ |
حتّى جعلتَ لحاضرٍ أو ناظرٍ | كلَّ الذي رَمَقَتْه عينُ النّاظرِ |
شاطَرْتَني تلك النَّفائسَ قاسماً | بيني وبينك كلَّ علقٍ فاخرِ |
فكأننا متساهمان بضاعة ً | حُطَّتْ إِلينا من ظهورِ أباعرِ |
أرسلتُها مَثَلاً شَروداً في النَّدى | يسري بها لك كلُّ بيتٍ سائرِ |
جاءتْ كما اقترح التكرُّمُ مامشَى | فيها اللسان ولا سرتْ في خاطرِ |
هيهاتَ منكَ الأوَّلون وإِنْ هُمُ | صاروا منَ المعروف خيرَ مصايرِ |
سبقوا وجزتَ مداهمُ متمهلاً | سَبْقَ الكريمة للهَجينِ العاثر |
فمتى أضفناهمْ إليك فإنما | قِسْنا الثَّمادَ إلى الخِضَمِّ الزَّاخرِ |
فافخرْوتِهْ فخرَ الملوك على الورَى | و على الطوالع في المحيط الدائرِ |
فلقد فَضَلْتَ جميعَهمْ بفضائلٍ | وفواضلٍ ومكارمٍ ومكاثرِ |
و محاشنٍ نظمَ الزمانُ لمفرقيْ | ملكِ الملوك بها سموطَ جواهر |
واسلمْ وإنْ لفَّتْ صروفُ زمانِنا | هذا الأنامَ معاشراً بمعاشرِ |
في ظلَّ ملكٍ ضلَّ عن أيدي الردى | وازورَّ عن سَنَنِ الحِمامِ الزَّائرِ |