ما أرادتْ إلاّ الجفاءَ ظلومُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما أرادتْ إلاّ الجفاءَ ظلومُ | يوم رامتْ عنّا ملسنا نريمُ |
روّعتْ بالفراقِ قلباً إذا ريـ | ـعَ بذكرِ الفراقِ كادَ يهيمُ |
وأرادتْ قصدَ الغميمِ ولو أنّا استطعنا كان المحلَّ الغميمُ | ـنا استطعنا كان المحلَّ الغميمُ |
وكتمنا وَجْداً بها ساعة َ البَيْـ | ـنِ ولكنْ دَمْعُ العيونِ نَمومُ |
لم يطلْ بيننا غداة َ افتراقنا | - من حذارٍ - ضمٌّ ولا تسليمُ |
ضاعَ مِنّا بينَ الوشاة ِ ببينٍ | - ما احتسبناه - سرّنا المكتومُ |
أيُّ دمعٍ جرى ونحنُ بنَجْرا | نَ لنا والدّيارُ ثَمَّ رُسومُ |
دِمَنٌ لو رَنَتْ إليهنَّ عينا | كَ قُبَيْلَ الفراقِ قلتَ النُّجومُ |
ومغانٍ منَ النُّحولِ كأروا | حٍ ولكنْ ليستْ لهنَّ جُسومُ |
ـلٌ أَدَمْعٌ أم لؤلؤٌ منظومُ؟ | ـه طويلاً لو كانَ فيهِ يُنيمُ |
وعجيبٌ وهْوَ المَليءُ ثراءً | كيف يلوى عن جانبيه الغريمُ |
طلعتْ فالهلالُ يبصرُ منها | ورنتْ نحونا فقيلَ الرّيمُ |
رحلَ النّاكثون بالعهدِ عن دا | رِ حفاظٍ وأنتَ فيها مُقيمُ |
وتناهَوْا عنِ الوفاءِ وهذا الْـ | ـغَدْرُ داءٌ بينَ الأنام قديمُ |
وملامٌ متى استقمتُ إذا كا | ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ |
لا أبالى متى استقمتُ إذا كا | ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ |
وإذا سُمتُها كما اشترطَ المجـ | ـدُ فنادِ الرّجالَ : لا ، لا تسوموا |
قلْ لفخر الملوك عنّى َ والقو | لُ صحيحٌ بينَ الورَى وسَقيمُ: |
قد رأينا بك الملوك وإنْ رمـ | ـتَ من المأثراتِ مالم يروموا |
لكَ من فوقِهمْ إذا نحنُ قِسنا | هُمْ إلى مجدك المحلُّ العظيمُ |
إنَّ في بلدة ِ السَّلامِ هُماماً | ليس يهدى إلاّ له التّسليمُ |
من أناسٍ لهمْ إلى سورة الجهـ | ـلِ أَناة ٌ وفي السَّفاهِ حُلومُ |
وإذا ما دعوا لحومة ِ حربٍ | وطيورُ الرَّدى هناك تحومُ |
وهبوا العذرَ للجبانِ وعاصوا | من على مكرعِ الحمامِ يلومُ |
قد لبسْنَ الدِّماءَ فالبُلْقُ كُمْتٌ | ما تَوضَّحْنَ، والأغرُّ بَهيمُ |
زارَ أرضَ الزّوْراءِ لمّا اقشعرَّتْ | مثلما زارتِ المحولَ الغيومُ |
جاءها حين لا يمرّ بها السّا | ري دُثوراً ولا يُسيم المُسيمُ |
ليس يغضى عنها وتمضى قضايا | هُ عليها إلاّ الغَشومُ الظَّلومُ |
فهى الآن كالصّفاة ِ استدرتْ | ليس فيها لمجتليها ثلومُ |
روضة ٌ غَضَّة ٌ فأمّا نداها | فرذاذٌ وريحها فنسيمُ |
فإلى بابهِ مُناخُ المطايا | وعليهِ وَفْدُ الرَّجاءِ مُقيمُ |
حرمٌ آمنٌ به يُنصَفُ المظـ | ـلومُ عفواً ويُمنحُ المحرومُ |
بلغوا عنده الرّجاء وكم با | توا وأُمُّ الرَّجاءِ فيهمْ عقيمُ |
دَرَّ دَرُّ الذي فَضَلْتَ به النّا | سَ عطاءٌ دثرٌ وخلقٌ كريمُ |
وسجايا ملكنَ كلَّ فؤادٍ | هنَّ فيهِ عندَ الصَّميمِ صَميمُ |
أيّها المنعمُ الذى أعوزَ الفقـ | ـرُ على جوده وأعيا العديمُ |
لك من شكرِ كلِّ من سَطَرَ الشكْـ | ـرَ قديماً خُصوصُهُ والعُمومُ |
وإذا ما مدائحُ المرءِ لم يَصْـ | ـدُقْنَ في نَعْتِهِ فهنَّ خُصومُ |
وإذا ما أُعيرَ وصفاً محالاً | فَهْوَ قَذْفٌ لعِرضهِ ورُجومُ |
إن هذا التّحويلَ جاء وقد عا | هَدَنا أنَّه الدُّهورَ يدومُ |
وهْوَ يُهدي إليك ما أنتَ تهوا | ه وما نحن فى هواك نرومُ |
وابقَ مستخدمَ الزّمانَ فخير الـ | ـعيش عيشٌ به الزّمان خدومُ |