يا يومُ أى ُّ شجًى بمثلك ذاقه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا يومُ أى ُّ شجًى بمثلك ذاقه | عُصَبُ الرَّسولِ وصفوة ُ الرّحمانِ؟ |
جرّعتهمْ غصصَ الرّدى حتّى ارتووا | ولَذعْتَهمْ بِلَوَاذِعِ النّيرانِ |
وطَرَحْتَهمْ بَدَداً بأجوازِ الفَلا | للذّئبِ آونة ً وللعِقْبانِ |
عافوا القرارَ وليس غير قرارهمْ | أوْ بردهمْ موتاً بحدّ طعانِ |
مُنِعوا الفُراتَ وصُرِّعوا مِن حولِهِ | من تائقٍ للوردِ أوْ ظمآنِ |
أوَ ما رأيتَ قراعهم ودفاعهم ؟ | قِدْماً وقد أُعْرُوا منَ الأعوانِ؟ |
مُتزاحمين على الرَّدى في موقفٍ | حُشِيَ الظُّبا وأَسِنَّة َ المُرَّانِ |
ما إنْ به إِلاّ الشّجاعُ وطائرٌ | عنه حذارَ الموتِ كلُّ جبانِ |
يومٌ أذلَّ جماجماً من هاشمٍ | وسرى إلى عدنانَ أو قحطانِ |
أرْعى جميمَ الحقِّ في أوطانهمْ | رَعْيَ الهشيمِ سوائِمَ العُدوانِ |
وأنارَ ناراً لاتبوخُ وربَّما | قد كان للنِّيرانِ لونُ دُخانِ |
وهُوَ الذي لم يُبقِ من دينٍ لنا | بالغدرِ قائمة ً من البنيانِ |
ياصاحبيَّ على المصيبة ِ فيهمُ | ومشاركى َّ اليومَ فى أحزانى |
قوما خُذا نارَ الصَّلى من أضلُعي | إنْ شئتما والماءَ من أجفاني |
وتعلّما أنّ الذى كتّمته | حَذَرَ العِدا يأْبى على الكتمانِ |
فلو أنّنى شاهدتهمْ بين العدا | والكفرُ معلولٍ على الإيمانِ |
لخضبتُ سيفى من نجيع عدوّهمْ | ومحوتُ من دمهمْ حجول حصانى |
وشفيتُ بالطَّعنِ المبرِّحِ بالقنا | داءَ الحقودِ ووعكة َ الأضغانِ |
ولَبِعْتُهُمْ نفسي على ضَنٍّ بها | يومَ الطُّفُوفِ بأرْخصِ الأثمانِ |