لاتنظري اليومَ يا سلمى إليَّ، فما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لاتنظري اليومَ يا سلمى إليَّ، فما | أبقى المشيبُ بوجهي نظرة َ البشرِ |
جنى عليَّ فقولي كيف أصنع في | جانٍ إذا كان يَجني غيرَ مُقتدرِ |
عرا فأعرى من الأوطار قاطبة ً | قهراص وألبسني ما ليس من وطري |
وقد حَذرتُ ولكنْ ربَّ مُغتربٍ | لم أنجُ منه وإنْ حاذرتُ بالحذرِ |
فإنْ شكوتُ إلى قومٍ مساكنُهمْ | ظلُّ السَّلامة ِ رَدُّوني إلى القَدَرِ |
كوني كما شئتِ في طولٍ وفي قِصَرٍ | فليسَ أيّامُ شيبِ الرّأس من عُمُري |
فقل لمن ظلّ يسلي عن مصيبتهِ | لا سلوة ٌ ليَ عن سمعي وعن بصري |
شرُّ العقوبة ِ ياسلمى على رجُلٍ | عقوبة ٌ من صروفِ الدَّهر في إِ |
نْ كانَ طالَ له عمرٌ فشيَّبَهُ | فكلُّ طولٍ عداهُ الفضلُ كالقِصَرِ |
يلينُ منه ويرخى من معاجمهِ | كرهاً ولو كان منحوتاً من الحجرِ |
فإن تكن وخطاتُ الشيب من شعري | بيضاً فكم من بياضٍ ليس بالغررِ |
ما كلُّ إشراقة ٍ للصبحِ في غلسٍ | و ليس كلُّ ضياءٍ من سنا القمرِ |