أرشيف المقالات

الماء المعين والغور المهين

مدة قراءة المادة : 13 دقائق .
الماء المعين والغور المهين

لا حياة بلا ماء، ولا رخاء بلا ماء، ولا نماء بلا ماء!
 
فالماء هو مصدر الحياة؛ ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]، سبب الحياة هو الماء، وزادُ الوجود هو الماء، وشِريان العطاء هو الماء.
 
ومصادر الماء تتعدد، أمطار وأنهار، وآبارٌ وبحار، والله -عز وجل- حبانا بهذه المصادرِ، يجب أن نحافظَ عليها ونرشِّدها، ونستثمرَها، وإلا يجئ الإيقاعُ الأخير في سورة تبارك -المُلك- يلمِّح للمقصرين في حق هذه النعمة بعذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة؛ وذلك بحرمانهم من سبب الحياة الأول، وهو الماء: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30].
 
والماء الغور: الغائر الذاهبُ في الأرض لا يقدرون عليه، والمَعين: النابعُ الفائض المتدفق، وهي لمسة قريبة في حياتهم، إن كانوا ما يزالون يستبعدون ذلك اليوم ويشكُّون فيه.
 
والمُلك بيدِ الله، وهو على كل شيء قدير، فكيف لو توجَّهت إرادتُه إلى حرمانهم مصدرَ الحياة القريب، ثم يدَعُهم يتدبرون، ثم ماذا يكون لو تركوا الأعداءَ يبنون سدودهم، ويمنعون المياهَ عنهم؟!
 
المفسدون في الأرض:
إن الذين لَهَثوا وراء المناصب والكراسِيِّ والمصالح الخاصة أهملوا هذه النعمةَ، ولم يقدروها، ولم يحافظوا عليها، أفسدوا كلَّ شيء، وكانوا في طريقهم لتبنِّي كارثة أخرى، وهي حرمانُ المجتمعات من سبب الحياة، ومصدر النَّماء، وأساس البناء، إلا أن اللهَ لم يُمهلهم حتي كشف نواياهم، وأظهر مسعاهم، وبيَّن تقصيرَهم، وفضح تدبيرهم.
 
فأخذ منهم الكراسيَّ، ونزع منهم المُلك، وأسقط عنهم الحريةَ التي أسقطوها من الشعب لعدة سنوات، والجزاء من جنس العمل، والأيام تُتداول بين الناس، وكما تَدين تدان.
 
آياتٌ يجب أن تُدرس، وعِبرٌ يجب أن تؤخذ، وعظاتٌ يجب أنْ يتَّعظَ بها، وصدق الله: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140].
 

الإسراف:
إذا كان الإسرافُ ممنوعًا في الوضوء ولو على نهر جارٍ، وفي هذا قيمةُ الماء عند رسول الله، وقيمة الماء في شرع الله، وقيمة الماء في الحياة.
 
الذين أهملوا نِعَم الله التي ملَّكهم إياها، أزال مُلكَهم، وأسقط عرشَهم، وأذهب ماء وجوههم، وهكذا كلُّ من يُهمل أو يَغفُل أو يستهين - يفقدُ نِعَم اللهِ التي عنده، فالناس يغفُلون، والقدر معهم جاد، وينسَون وكلُّ ذرة من أعمالهم محسوبةٌ، وصدق الله: ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6].
 

أصحاب الجنة:
أحرق اللهُ جنتَهم، ودمَّر اللهُ زرعهم، وخيَّب الله سعيهم، لماذا؟ لأنهم منَعوا حق المسكين، وتعاهدوا على ذلك، وبكَّروا في ذلك، لكنَّ عيْنَ الله كانت تراقبهم: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ  * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴾ [القلم: 17 - 25]، لم يستمعوا للعقلاءِ، ولم يتجنَّبْهم العقلاءُ، فذهبوا وذهب معهم الذين اتَّبعوهم إلى نفس المصير، حتى ولو كانوا عقلاء.
 
هو مصير كلِّ الظالمين - ومن دار في فلَكهم - عبر الدهور والعصور، الطُّغاة في القرن الواحد والعشرين كانت لديهم جنَّات و"شاليهات" وعمارات وطائرات وقصور في كل الجهات، لكنهم جمعوها من دماءِ الشعوب؛ فتلاشت وذهبت أدراج الرياح، لم تُنزعْ منهم؛ وإنما نُزِعوا هم - بقدرة الله وقدره - منها.
 
كانت عندهم، وبدلاً من أن يتواضعوا تكبَّروا على شعوبِهم، ولم يسمعوا لعقلائِهم أو علمائهم أو دعاتهم، وهنا يبرز مثلٌ آخر لهؤلاء.
 

قصة رجلين:
المؤمن أخلص للكافر النصيحةَ، يقول الله - تعالى -: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴾ [الكهف: 32]، ﴿ جَنَّتَيْنِ ﴾ فيهما أنواعُ الزهور، وأنواع الخيرات، وأنواع النباتات، تكثُر فيهما الثمار، وتجري فيهما الأنهار، وتُرَى فيهما الأزهار: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴾ [الكهف: 33]، فجَّر اللهُ خلالهما أنهارًا، لا تعبَ ولا نصب في جلب الماء.
 
﴿ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴾: ثمارٌ مقصودة؛ فالنخل فيه ثمر، والعنب فيه ثمر، والبُرُّ ونحوه فيه ثمر، وكذلك بقية الأشجار لها ثمر، وبدلاً من الشكر والتواضع أصابه العُجب والغرور والجحود: ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34]، افتخر على صاحبه الفقيرِ: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً ﴾: أملِك ثمارها، وأملِك أنهارها، وأملِك أيضًا نتاجَها وغلَّتها، لم يشكر كما شكر سليمانُ - عليه السلام - لَمَّا تمت عليه النعمةُ اعترف بأنها من الله، فقال: ﴿ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 40]، المؤمنون يعترفون بأن ما أعطاهم اللهُ فإنه ليس دليلاً على كرامتهم؛ وإنما هو لابتلائهم وامتحانهم؛ هل يشكرون أم يكفرون، هل يقدرون ربَّهم ورازقَهم أم يجحدون؟ هل يعترفون بفضل الله عليهم، ويستعينون بما أعطاهم اللهُ من زهرة الدنيا وزينتِها على شكره وذِكره وحسن عبادته أم لا؟ هل يؤدُّون الحقوق؛ حقوق الله وبلاده وعباده، أم يصرفونها فيما يُسخط ربَّهم؛ فيما هو كفرٌ وظلم وضلال، فيما يبعدهم عن الله تعالى؟ فيكونوا من الذين جحدوا وكفروا نعمة الله: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾ [إبراهيم: 28].
 
﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾ [الكهف: 35]؛ أي: دخل إحدى الجنتين، وقال: ﴿ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾ ظنُّه هذا ظنٌّ خاطئ؛ وذلك لأنه نسِي قدرة ربه الذي أعطاه، والذي مكَّنه، نسي أن الذي أعطاه قادرٌ على أن يسلبَه ما أتاه، نسي أن هذا ابتلاءٌ وامتحان، نسيَ أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدينَ إلا من أحب، ثم جاء بطامة أخرى: ﴿ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ﴾ [الكهف: 36]، إنكارٌ للدار الآخر، إنكار لقيام الساعة، إنكار للبعث بعد الموت، وكأنه يدَّعي أنه يخلد في جنَّته وفي بستانه، وأنها تبقى له دائمًا مُزهِرةً لا تتغير، وأنه لو بُعث لحصل على خيرٍ منها، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جَناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء، لكنَّها والله أحقرُ عنده من الجناح.
 
وهنا قال صاحبه الموقن الموحِّدُ: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37]، ألست كنتَ في بطن أمك نطفة؟ ألست كنت نطفة خرجت من صُلب أبيك، واستقرَّت في رحِم أمك؟ هذه النطفةُ نطفة مذِرة إلى أن خرج إنسانًا سويًّا.
 
الاستفهام للتقريع والتوبيخ: ﴿ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ﴾؛ أي: لكنْ أنا أعترف بوجودِ الله، فهو ربي وخالقي: ﴿ وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾؛ أي: لا أُشرك مع الله غيرَه، فهو المعبودُ وحده لا شريك له، ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾؛ أي: فهلاَّ حين دخلتَ حديقتك وأُعجبتَ بما فيها من الأشجار والثمار، قلت: هذا من فضل الله، فما شاءَ اللهُ كان، وما لم يشأْ لم يكن، ﴿ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه ﴾؛ أي: لا قدرةَ لنا على طاعته إلا بتوفيقه ومعونته، ﴿ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾، قال: ﴿ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ ﴾ جواب الشرط؛ أي: إني أتوقَّع من صنع الله - تعالى - وإحسانه أن يقلِبَ ما بي وما بك من الفقر والغنى؛ فيرزقني جنةً خيرًا من جنتك؛ لإِيماني به، ويسلبَ عنك نعمته؛ لكفرك به، ويخرب بستانك، ﴿ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ ﴾؛ أي: يرسلَ عليها آفةً تجتاحُها، أو صواعقَ من السماء تدمِّرها، ﴿ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ تصبح الحديقةُ أرضًا ملساءَ جرداء، لا نبات فيها ولا شجر، ﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾، يغور ماؤها في الأرض، فيَتْلف كلُّ ما فيها من الزرع والشجر، وحينئذٍ لا تستطيع طلبَه، فضلاً عن إعادته وردِّه، وينتهي الحوار هنا، وتكون المفاجأة المدهشة بزوال النعيم عن الكافر، وفجأة ينقلنا السياقُ من مشهد البهجة والازدهار إلى مشهد البوار والدمار، ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ﴾؛ أي: هلكت جنتُه بالكلية، واستولى عليها الخرابُ والدمار في الزروع والثمار، ﴿ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا ﴾؛ أي: يقلب كفيه ظهرًا لبطن؛ أسفًا وحزنًا على ماله الضائعِ، وجهده الذاهبِ، قال القرطبي: أي يضرب إحدى يديه على الأخرى ندمًا؛ لأن هذا يَصدر من النادم.
 
الذين أحبوا الدنيا وكرهوا الموت، الذين عمروا دنياهم، وخرَّبوا أُخراهم، الذين نهبوا العباد، وسرقوا البلاد، فقدوا الحياءَ والبهاء، فقدوا الماء والنماء، وكأني بهذا المقطع من سورة الملك أو سورة الكهف يُبرز مقطعَ الحياة الذي نحياه الآن: ﴿ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ [الكهف: 40]، الجنة الوارفةُ الظلالِ تصبح صعيدًا زلقًا، لا تُمسك ماءً، ولا تنبت زرعًا، ولا تُخرج كلأً: ﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾ [الكهف: 41]، جناتُهم وملياراتهم وقصورُهم الآن هي إلى غيرهم.
 

الولاية الحقة:
كان المال وليَّهم، والسلطانُ هدفَهم، والمنصب طريقهم، فزال مُلكُهم، وكذلك كلُّ من يسلك طريقَهم يساق إلى نفس مصيرهم.
 
أما من كان وليه الله، وحسيبُه الله، وكفيلُه الله: ﴿ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾ [الكهف: 44]، أمام هذا المشهد يضرب اللهُ مثلاً للحياة الدنيا كلها، فإذا هي كتلك الجنة المضروبةِ مثلاً قصيرة، قصيرة مهما بقِيت وظنَّها البعض طويلةً؛ لكن لا بقاءَ لها ولا قرار لها: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45]، فالمال يفنى، والمُلك لا يبقى، السلطان يزول، وعزُّ الدنيا لا يدومُ، ولا يبقى إلا وجهُ الله تعالى، هل يعي طغاةُ اليوم؟

هل يفهم طغاةُ اليوم؟ هل يتفهَّم طغاةُ اليوم - وكل يوم - إرادةَ الشعوب؟!
 
تحيا الأمَّة بشبابها وشعبها، وتبقى الثورةُ طاهرةً نظيفة، لكل مظلوم نصيرًا، ولكل ضعيفٍ ساعدًا؛ لعلهم يتعلمون الدرس!
 
﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].
 
اللهم اجعل بلادَنا وسائر بلاد المسلمين في أمنٍ وسلام، اللهم ارفع مقتَك وغضبك عنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاءُ منا، اللهم اجعلنا مهاجرين إليك، متوكِّلين عليك، واثقين في معيتك، مستعينين بك، اللهم احشرنا مع المهاجرين والأنصار، والصالحين والأخيار، والمرسلين الأطهار، والشهداء الأبرار، اللهم فقِّهنا في ديننا، وفهِّمنا شِرعتك يا ربنا، اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تجعلِ الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبِه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢