قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قطعتَ بها يادهرُ حبلَ وتينى | فشأنك أنّى اليومَ طوعُ شؤونى |
ولا تَلْحَني إنْ ضَلَّ عنّي تصبُّري | فقد ضلّ عنّى صاحبى وقرينى |
ويامنْ عهدناه ضنيناً بدمعهِ | كنِ اليومَ في ذا الرُّزءِ غيرَ ضَنينِ |
وإنْ كنتَ مرتاداً حنيناً ولوعة ً | فخذْ سَرَفاً من لوعتي وحنيني |
فلم تُشْفَ إلاَّ بالبكاءِ حرارتي | ولم تُقضَ إِلاّ بالدّموعِ ديوني |
فأيُّ نفيسٍ قلَّص الموتُ شخصَه | على بَغْتَة ٍ عنّا وأيُّ ثمينِ! |
مُعَرَّسُ أسراري إذا ما تَقَلْقَلَتْ | وملقى همومى خالياً وشجونى |
ومَن كان عَوْني يومَ أبغي معونة ً | بحيثُ شمالي لا تُعينُ يميني |
وعارٍ من الفحشاء زلّ به الرّدى | كما زلَّ نَصْلٌ في أكفِّ قُيونِ |
أمينٌ على سرِّ الأخلاءِ حيثما | يكون أمينُ القومِ غيرَ أمينِ |
فأيُّ شَجاة ٍ بعدَه لجوانحي | وأى ُّ قذاة ٍ بعده لجفونى |
وعاذلة ٍ هبّتْ على َّ تلومنى | فقلتُ: دَعيني والمصابَ دَعيني |
لقد فاتَني منه الذي كنتُ أَرْتجي | وأخلفتنى فيه الذى تعدينى |
عِديني ومَنِّيني سِواهُ فقد مَحا | طروقُ الرّدى فيه "طريقَ ظنونى " |
وإِنْ كنتِ تبغيني ففي جانبِ الأسَى | فإنّكِ فى السّلوانِ لاتجدينى |
فلا تَتَّقيني في البكاءِ وكلّما | سئمتُ فأعييتُ البكاءَ فَقِيني |
ولا تسأليني: لِمْ جَزِعْتَ؟ وإنَّما | عن الحزنِ لم أبلغه فيه سلينى |
قرعتَ به يا موتُ قلبي فلِمْ تَلُمْ | على فقدهِ أني قرعتُ جبيني؟ |
ولا غروَ أنْ أبكى لمنْ خفّ بالرّدى | إذا كنتُ أبكى يومَ خفَّ "قطينى " |
أفى كلِّ يومٍ أيّها الدّهرُ فرقة ٌ ؟ | فراقُ حميم أوْ فراق خدينِ ! |
ففى أى ِّ فجٍّ لا أراك تنوبنى ؟ | وأى ُّ عجيبٍ لا أراك ترينى ؟ |
وكم أنا مغرورٌ بك العمرَ كلَّه | تخادعنى عن خبرتى ويقينى |
تقلّبنى فيما أرجّى وأتّقى | وترعَى سهولي تارة ً وحُزوني |
وإنّ حرونى يومَ ينقاد مقودى | سريعٌ إلى الغاياتِ غيرُ حَرونِ |
أَلا يابنَ حَمْدٍ رُزْءُنا فيه واحدٌ | وما كنتَ يوماً بالمرزّءِ دونى |
فلا تحملنَّ العبءَ وحدك كلّهُ | فإنّى على الأعباءِ خيرُ معينِ |