دروس مستفادة من جاري
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
دروس مستفادة من جاري"الاستقامة والهمَّة والأمانة والتميُّز"
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد ومَنْ والاه، أما بعد:
فقد سعدتُ بمجاورة جاري الهندي المتميِّز حقًّا، فما هو تميُّزه؟
لحظت حرصَه الشديد على أداء الصلوات كلِّها بما فيها الفجر في المسجد، وقد سألني قائلًا: ما الأعمال الصالحة التي تُدخلني الجنةَ غير الصلاة، فكُلُّ المسلمين يُصلُّون؟
فذكرتُ له أعمالًا؛ منها: قيام الليل، والصوم يومي الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، والصَّدَقة، والتلاوة، والذِّكْر، والأخلاق، وبرِّ الوالدين، وصِلة الرَّحِم.
وفي ليلة ترافقتُ معه للمسجد، فأثنيتُ على حرصه على أداء الفريضة في وقتها بالمسجد، فقال: إنه منذ صغره تربَّى على ذلك؛ لأن أهله أهل صلاح، وربَّوه على الصلاح، وقال إنه محافظٌ على دوامه، ويذهب له مبكرًا قبل بدايته، وأنه يعلم أنه لو تأخَّر، فلن يغضب عليه مديرُه؛ لكنه يُراقب ربَّه سبحانه، ويخاف منه.
دروس مستفادة من جاري:
أولًا: أن صلاح الوالدين وتربيتهم للأبناء على العناية بالصلاة مع الدعاء لهم، له آثارٌ حميدةٌ جدًّا مستقبلًا على الأبناء في الطفولة وسِنِّ الشباب.
ثانيًا: أن همَّة المسلم لا تقف عند أداء الفرائض فقط، ولا عند ما يوصله إلى الجنة فقط؛ بل طموحه يمتدُّ إلى ما يرفع درجاته في الجنة.
ثالثًا: أن الأمانة في العمل وغيره ثمرةٌ يانعةٌ للعبادة الصحيحة خاصة الصلاة.
رابعًا: أن من أعظم أسباب ضعف الأمانة وسوء الأخلاق ضَعْف الصلاة كيفيةً وخشوعًا ووقتًا،
ويدل له قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].
خامسًا: أن المسلم يحرص على إتْقان عمله الوظيفي أداء للأمانة وتطييبًا لماله.
حفظكم الله، وأصلح ذراريكم وثبَّتَكم، وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمدٍ ومَنْ والاه.