أعلى العهدِ منزلٌ بالجنابِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أعلى العهدِ منزلٌ بالجنابِ | كان فيه متى أردتُ طِلابي؟ |
المغاني تلك المغاني فهل فيـ | هنَّ ما قد عهدتُ من أطرابي؟ |
ليستِ الدّارُ بعد أن تُوحِشَ الدّا | ر ترى "غير" جندلٍ وترابِ |
وإذا لم يعدْ نحيبي على الرّبعِ | ـعِ حبيبًا فليس يُغني انتحابي |
حرُّ قلبٍ إذا تمكّن من قلبِ | ـبِ المُعَنَّى حماهُ بَرْدُ الشّبابِ |
والمعافَى مَنْ لم يَقُدْه إلى اللّو | عة ِ يوماً تفرّقُ الأحبابِ |
والمطايا يومَ السَّقيفة ِ ما رُحْـ | إلاَّ تعمّداً لعذابي |
إنّ نُعْماً وكان قلبِيَ فيما | ألِفَتْهُ موكَّلاً بالتّصابي |
سألتني عنِ الهوى في ليالٍ | ضاعَ فيهنَّ من يديَّ شَبابي |
فمتى ما أجبتُها بسوى ذكـ | مشيبي فذاك غيرُ جوابي |
صارَ مني مثلَ الثَّغامة ما كان | كانَ زماناً مُحْلَوْلِكاً كالغُرابِ |
ليس يَبقى شَيبي على شأنه الأوْ | الأولِ في كَرّ هذِهِ الأحقابِ |
مَنْ عذيري من المشيب وقد صا | رَ بُعَيْدَ الشّباب من أثوابي |
وشَفاني في غيرِ ما دافَه الساقي | وراءَ المشيبِ من أوصابي |
ولأَنتَ الّذي أعاجيبُه في الدْ | ءَ مثلِ العَلاة ِ كالحرفِ نابِ |
ليس يدنو منها الكلالُ ولا تَنْفكّ | ـفَكُّ عن عَجْرَفيَّة ٍ وهِبابِ |
لا تُعنِّ الرِّكابَ تطلُبُ ما | ـناهُ عفوًا صَفْوًا بغيرِ رِكابِ |
أَنَا في حوزة ِ الهُمامِ فخارِ | ـمُلكِ كالنَّجم في أعزِّ جَنابِ |
بالغًا ما أردتُهُ من زيادا | تٍ عليهِ ما كنَّ في حسابِ |
شَغلَ اللَّحظَ بي ولم يُصغِ إلاّ | لِندائي من بينهمْ وخطابي |
قد سمعناهُ قائلاً فسمعنا | نطقَه واردًا بفصلِ الخطابِ |
ورأينا نوالَه فرأينا | سَبَلاً ليس مثلُه للسّحابِ |
وبلوناهُ في الوغى فأَصبنا | هُ ضروبَ اليدينِ يومَ الضِّرابِ |
في مقامٍ ضنْكٍ تجولُ به الخيـ | ـلُ على أرْؤُسٍ هَوَتْ ورِقابِ |
طلبوا شأوَهُ وأينَ منَ الأوشا | لِ سيلٌ يجيءُ مِلْءَ الشِّعابِ؟ |
وتمنّوْا مكانَه لا بأَسبا | بٍ وأنّى دَرٌّ بغيرِ عِصابِ؟ |
وإذا عنّتِ الضّرائب للأسيا | فِ بانتْ قواطعٌ من نوابِ |
ما أُبالِي إذا رضيتَ عن الطّا | عة ِ منّي بالمُحْفَظِينَ الغِضابِ |
وإذا ما رأيتَ منّي صواباً | فحقيرٌ عَماهُمُ عن صَوابي |
ـنِ ونيلِ الأَوطار والآرابِ | ـفِلُ ظَلْماءَهمْ وأنتَ شِهابي |
وإذا كنتَ لي شراباً فما تُخدَعُ | لي مُقلة ٌ بلمْعِ سرابِ |
لا أبانَ الزَّمانُ فيك انثلاماً | لا ولا همَّ ما تَرى بانقلابِ |
وأتاك النّيروزُ بالسّعد واليُمنِ | |
وإذا ما مضَى يعودُ ولا أخْـ | من جَيْئة ٍ له وذهابِ |
في زمانٍ يُنسِي زمانَ التّصابي | ونعيمٍ يُسلي نعيمَ الشَّبابِ |